Site icon IMLebanon

ناقوس الخطر

 

من “جبلنا” إلى “مرشدنا” إلى “إستيذنا” إلى “صهرنا” إلى “ديابنا” إلى “رعدنا” إلى “وزرائنا” إلى “قائدنا” إلى “بَيكنا” إلى “ميقاتنا” إلى “شيخنا” إلى “عميدنا” إلى “للّوسنا” إلى “حاكمنا” إلى “أفندينا” إلى “أولياء ديننا”، إلى من “طلّعونا من ديننا” …

 

جميعهم، ومن دون استثناء، كلّ من موقعه، يدقّون بالمفرّق وبالجملة، ليلاً ونهاراً، نواقيس الخطر. حفل نواقيس وماشي من سنتين. والخطر يقترب ويقترب حتى صار في أسرّتنا، على سفرتنا وفي حليب أطفالنا.

 

إلى المسؤولين وأركان الموالاة والمعارضة، فالهيئات الإقتصادية ماسكة بالنواقيس و”نازلة ضرب”. الصناعيون. نقباء المهن الحرّة والمستعبدة. المطاعم. محطات الوقود. مصالح المياه. كهربا زحلة الـ “متل اللّوز” 24 على 24. المستشفيات، الجامعات، مزارع الدجاج، البوتيكات، السوبرماركت حتى السوبر نايت كلوب تدق ناقوس الخطر كلما انقطعت الكهرباء بين وصلتي تعرٍّ.

 

يُفهم أن يدقَّ الناقوس من يتحسّس الخطر وليس بيده وسيلة لإبعاده. أما أن يعذّب رئيس الجمهورية نفسه ويقوم بهذه المهمة فذلك غريب بعض الشيء. دع سيدي الجنرال المهمة لسواك. أنا أتبرّع بدق اثنين: جرس الإنذار وناقوس الخطر. فالمتوقّع من الرئيس، أن يتناول من جيبة الجاكيت قلماً، أو أن يستعير قلم سليم، لتوقيع مراسيم الحكومة المقترحة من الثري الطيّب نجيب ميقاتي ولو ذهبت الداخلية والشؤون البلدية والقروية إلى “تيّار الفجر” وحقيبة العدل للتيار الأسعدي والشؤون الإجتماعية لتيّار دو شاردان. لا أن يربّع الرئيس الجرس أو يزيد الهم على قلبنا بصوت خافت يثبط عزيمة أكبر ملياردير.

 

وعلى البروفسور دياب، وبروفسور دميانوس الأول قطار وبروفسور راوول الكلي الحكمة وبروفسور وزني وبروفسور غجر تقديم مشاريع حلول وخطط عملية لإنتشالنا من الجورة لا أن يدقّوا جرس الساعة العاشرة وجرس فرصة الظهيرة.

 

وكان على سعادة الحاكم بدلاً من أن يدق ناقوس الخطر أمام المسؤولين وينبههم إلى المصير الأسود على مدى سنوات، أن يدق لي على موبايلي قبل ثلاثة أعوام وينبهني إلى أن دولاراتي ذاهبة أدراج الرياح إن لم أسحبها سريعاً من المصرف. لا هو دق ولا أنا دقيت لكن الخطر دق على كل البواب، فـ “قوم تبهدل يا شعبي”.

 

دعوا النواقيس لمن ليس بيدهم مصلحة حالياً. لا حاجة لزيادة همّ اللبنانيين على غمهم. الناس يرون الخطر الداهم على حياتهم ومستقبل أولادهم ويلمسونه لمس الأيدي، ومن بيده أن يفعل شيئاً لوقف هذا المسلسل يغفو على الكرسي متى داهمه الكرى. وإن استيقظ بعد غفوة يستيقظ مذعوراً: “ما يكون حدا سرق العرش”!