IMLebanon

عودة لبنان، متى؟

 

 

متى يصحّ القول إن لبنان بدأ يتعافى؟

 

السؤال طُرح في لقاء عقد في منطقة أرز بْشَرِّي بين مجموعة من الشخصيّات المهتمة بالبحث في الحاضر والمستقبل، انطلاقاً من الماضي بإيجابياته وبسلبياته، خصوصاً مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، وما أدّى إليه من تعديلات دستورية.

 

المجموعة لا يقوم بين أفرادها أي جامع سياسي مشترك، بالذات على الصعيد الحزبي والانتماء السياسي… هم يلتقون فقط على الهمّ المصيري الكبير، الذي يتمثل في الرؤية الضبابية لمستقبل لبنان.

 

كان الطقس قد بدأ يصبح لاذع البرودة ما اضطُرّ الجميع تقريباً إلى التدثّر بكنزات الصوف… فليل الأرز، في الخريف، أشدّ برودة من ليل الشتاء القارص في الساحل وحتى في المناطق اللبنانية الوسطى بين الساحل والذروة.

 

ولم تتأخر الأجوبة على السؤال المطروح الذي استهلينا به هذه العجالة:

 

قال أحدهم: يبدأ لبنان بالتعافي عندما ترى أموال المودعين قد أُعيدت إلى أصحابها. فقيل له: هذه قريبة إذا أخذنا بكلام الرئيس نجيب ميقاتي. وتدخل آخر في هذه النقطة ليقول: حطّ بالخرج هذا كلام بكلام.

 

ورد ثانٍ على السؤال المركزي بقوله: يبدأ لبنان بالتعافي عندما يّثبّت سعر صرف الليرة إزاء الدولار الأميركي. فقيل له: وهذه أيضاً وعد بها رئيس الحكومة في ما بدا أنه بمثابة «الوعد الصادق». ولم يكن ثمة اقتناع بأن هذا الأمر قابل للتحقيق في المستقبل المنظور، على الأقل.

 

ورد ثالث قائلاً: عندما يتم التوافق، وأقله الهدنة الفعلية، في اليمن بين طهران والرياض، أبشروا خيراً ببداية الحل في لبنان. وكان إجماع على أن هذه النقطة أساسية، ولكنها ليست كافية.

 

وتحدث رابع قائلاً: لن تكون قيامة للبنان إلا بالفيدرالية التي هي السبيل الوحيد إلى الازدهار والاستقرار… وأمامنا التجارب العالمية الكبرى من الولايات المتحدة إلى روسيا مروراً بألمانيا وسويسرا وعشرات الدول المهمة والمستقرة سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

 

قال خامس: ما لم يستعد رئيس الجمهورية المسيحي بعض من صلاحيات الرئاسة فعبثاً يحاولون.

 

وقال سادس: لا هذه ولا تلك. الحل بتدوير الرئاسات على المذاهب الستة.

 

… والبحث يطول.