Site icon IMLebanon

اللامفهوم

 

 

أحد الذين التقوا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، يدّعي أنه قال: إن ما يُجرى على الساحة اللبنانية معلوم، ولكنه غير مفهوم.

 

وفي سياقٍ موازٍ قال سفير أوروبي، في لقاء ضيّق جمع بضعة أصدقاء لبنانيين: منذ سنتين وأنا امثّل بلدي في لبنان، وكل يوم يمرّ اكتشف أنكم فريدون بين بلدان العالم قاطبة… واستدرك قائلًا ما يمكن ترجمته بالآتي: أنا لست امتدحكم في هذا القول لأنني أشير إلى ظواهر لبنانية بامتياز، لا ولن تجدها في أي بلد آخر في العالم.

 

وفي خلال حديثه ذكر السفير الآتي على سبيل المثال لا الحصر:

 

* عندكم وحدكم المتَّهَمون بالفساد يجاهرون بالظهور في المجتمع وكأنهم يحققون إنجازاً عظيماً!

 

* وحدكم عندكم قيادات تفاخر بأنها تحمي مطلوبين إلى القضاء.

 

* وحدكم عندكم بعض القضاء يقاضي بعضه الآخر.

 

* أنتم وحدكم لا يستقيل المسؤول عندكم الذي تُوَجَّه إليه تهم جرمية جنائية ولا يتقدم باستقالته، حتى ولو كان بريئاً في اقتناعه الذاتي، إلى أن يصدر الحكم بإدانته أو ببراءته.

 

* لبنان بلد غني بثرواته الطبيعية خصوصاً النفط والغاز، ومع ذلك فإن أكثرية شعبه في فقر مدقع.

 

* لم أعرف بلداً آخر، غير بلدكم، يختلف قادته السياسيون، وأيضاً المُمَثَّلون في السلطة، على التنقيب فاستخراج النفط والغاز، بينما اللبناني العادي عاجز عن ملء خزّان سيارته بالوقود…

 

* أنتم الوحيدون في هذا العالم الذين لا يعرف أي خبير في علم الدساتير ما إذا كان هذا الطرف موالياً أو معارضاً… والأبعد من ذلك أنت لا تستطيع أن تعرف ما إذا كان هذا الوزير أو ذاك (أجل! الوزير، العضو في الحكومة)، هل هو موالٍ أو معارضٌ!

 

ولم يتوقف السفير الأوروبي عند هذه الملاحظات التي أوردنا بعضها أعلاه، بل تناول أموراً عديدة، نكتفي بذكر بعضها من دون الدخول في التفاصيل: المسألة المالية، العلاقات بين أطراف لبنانية ودولٍ عربية وإقليمية وأجنبية، وأيضاً طبيعة حراك ونشاط السفراء الأجانب الذي ليس له مثيل، وليس مسموحاً به في اي بلد أياً كان نوع نظامه!

 

فعلاً: معلوم ولكنه غير مفهوم.