Site icon IMLebanon

هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء 

 

 

 

حتى اللحظة لم ينجح اي اتفاق اقليمي او دولي في وقف الانهيارات اللبنانية، وان شهدت الساعات الماضية محاولة ناجحة لفرملة مؤقتة لانفجار، كاد ان يطيح بكل شيئ لولا التدخلات الخارجية العاجلة، على وقع تحذيرات صندوق النقد الدولي من ان لبنان في وضع خطير للغاية، فيما “مرتا” المنظومة مشغولة في تغيير عقارب الساعة، خلافا لتوقيت العالم، والبحث عن كيفية “تخدير” موظفيها العاجزين امام صيرفة التسعين الفا، في مشهد سوريالي قل نظيره، حيث يضرب عسكر اليوم عسكر الامس، الذين يسري الحديث بين صفوفهم عن خطوة نوعية يوم الاثنين، اذ بات واضحا ان آخر الدواء الكيّ.

 

وفيما ينتظر وصول السفيرة ليف الى بيروت، اكدت طهران مرة جديدة، وفقا لمسؤولين التقوا رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي، وجوب عدم ربط ازمة لبنان بإيران وعدم تدخلها في شؤونه، مشددا على ان حزب الله لا يتلقى الاوامر من طهران، لا سيما في ملف الانتخابات الرئاسية، كونها شأنا لبنانيا محضاً.

 

وسط كل ذلك، يستمر الباحثون في التفتيش عن القطبة المخفية التي قلبت الطاولة ليلة الثلثاء، مع اعلان الخميس اول ايام رمضان، فهدأ جمر الاحتجاجات تحت رماد الغضب، الذي استطاعت القوى السياسية مرة جديدة من احتوائه، بالتوطؤ مع قوى الخارج المصرة على عدم الارتطام اللبناني حتى اللحظة.

 

فما الذي حصلن وادى إلى قلب المشهد رأسا على عقب؟ بالتأكيد بالنسبة لبعض مجموعات الحراك، ما حصل يوم الثلاثاء من قطع للطرقات ودعوات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن ابدا أعمالها منظمة، إنما جاءت مبادرات فردية، ونتيجة الغضب مما وصلت اليه الأمور التي تخطت كل الحدود، من هنا من تحرّك، تحرّك “من راسو” و”عا حسابو”، لذلك سرعان ما انكفأ الجميع مع نزول القوى الأمنية والعسكرية، التي استطاعت بدقائق إعادة الأمور إلى طبيعتها وفتح الطرقات، خصوصا ان اعداد المحتجين لم تتخط العشرات.

 

نظرية لا ترفضها مصادر سياسية متابعة للأوضاع عن كثب، والتي تقر بأن غضب الناس كبير وان الانفجار ممكن ان يحصل في اي لحظة، مستدركة بأن ما حصل في جزء منه لم يكن بريئا، بل كان عبارة عن رسائل سياسية تطايرت في اكثر من اتجاه، وهو ما دفع المقرات الحزبية الديبلوماسية إلى الاستنفار وفتح خطوط التواصل تداركا من تطور الأمور، بعدما بينت الاتصالات السريعة التي أجريت مع بعض القيادات السياسية قلقها الشديد من فلتان الأمور والشارع والعجز عن ضبطه، حتى في المناطق التي يقال انها ممسوكة ومضبوطة. وبحسب المصادر فان كلمة سر وصلت الى المعنيين في بيروت بضرورة التحرك سريعا للمبادرة إلى سحب الفتيل.

 

في المقابل، رأت أوساط مقربة من الثامن من آذار، بأن ما حصل “بروفا” لما يمكن أن تكون عليه الأمور في حال عدم السير بالتسوية الدولية، واضعة الامر في اطار التهويل ومحاولات الضغط، غامزة في هذا الاطار من باب زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربرا ليف الى لبنان، وهي التي سبق واعلنت في تصريح علني لها ان “الامور في لبنان ما رح تمشي بدون ما تنزل الناس عالشارع”.

 

رسائل ايران لواشنطن ارسلت من صندوق البريد اللبناني، في انتظار الرد عبر الصندوق نفسه خلال زيارة ليف. علما ان واشنطن رحبت بالاتفاق فور الاعلان عنه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي ان بلاده “على علم بالتقارير المتعلقة بإعادة العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران، وشجعت منذ فترة طويلة السعودية وإيران على الدخول في محادثات مباشرة، في محاولة لتخفيف التوتر”. فهل فعل الاتفاق و”قبة الباط ” فعلها، فاحبطت حركة الشارع؟