Site icon IMLebanon

أطفال لبنان ونهائيات مونديال الفشل السياسي

 

يشهد لبنان ظهور اعلامي مكثف للفرق المتنافسة على نهائيات كأس مونديال الفشل السياسي اللبناني برعاية اقليمية ودولية، وتتميز الاطلالات الاعلامية باستعراض مظاهر الفشل والمآسي التي انجزتها الفرق المتنافسة المحلية والخارجية منذ انطلاقة تصفيات مونديال الفشل السياسي في ١٧ تشرين مرورا بانفجار ٤ آب الى التعطيل الحكومي وصولا الى الانهيار التام، وتتميز ايضا بالكثير من الخفة والاعتداد بثقافة مناعة القطيع الطائفية لدى كل الافرقاء مع اظهار الحماسة والثقة بالفوز بكأس مونديال الفشل السياسي في لبنان.

 

الفشل السياسي ثقافة لبنانية عميقة وشائعة لدى كل الطوائف والمذاهب والاحزاب والتيارات والعائلات والجمعيات، والفشل السياسي يشكل نظام مناعة وطنية يحمي من الاغتيال الشخصي والسياسي ومعظم المكونات السلطوية هي إما وليدة مأساة ارتكبتها بحق لبنان او مأساة ارتكبت بحقها في لبنان، وان مظاهر الفشل والانهيار الاقتصادي والمالي والامني هي من تجليات التراث الوطني الطويل مع مراراة المآسي التي تعاقبت على ارتكابها مكونات السلطة الطائفية عبر تجديد صناعة الفشل السياسي والكراهية والعنصرية الانكفائية تحت مسميات متعددة من الفيدرالية الى اللامركزية الادارية والمالية الى الخصوصيات الطائفية الى احياء ثقافة المناطق الشرقية والغربية والجبلية والضواحي الساحلية والذاتية المدينية والمناطقية والتي تسببت في منع الاجيال المتعاقبة من تكوين تجربة وطنية انسيابية لبنانية.

 

تتزامن الانهيارات اللبنانية مع انعقاد قمة الدول الصناعية السبع في بريطانيا، ثم انعقاد قمة دول الناتو والقمة الاوروبية الاميركية في بروكسيل، والقمة الروسية الاميركية في جنيف، وتتميز هذه القمم للدول الكبرى بالاعتراف المسبق بفشلها في اقامة نظام عالمي مستقر ومتوازن نتيجة عدم احترامها للمواثيق التي وضعتها لتأسيس الامم المتحدة، وعدم احترامها لشرعة حقوق الانسان داخل مجتمعاتها وخارجها واعتبار النزعة السامية فوق البشرية، وتعميم صناعة الفشل ووهم الانتصار بالحرب الباردة عبر الاحادية والانقلاب على الحلفاء والذي ادى الى تعاظم مظاهر الفصل العنصري الديني والعرقي داخل مجتمعات الدول العلمانية والديموقراطية من البركست الى تداعيات كورونا العالمية الى اقتحام الكونغرس، ونجاح هذه القمم مرهون بمدى القدرة على تكوين قوة عالمية جديدة من الحلفاء والشركاء قادرة على الالتزام الجاد بالقيم الديموقراطية والانسانية والمناخية من اجل سلامة القرية الكونية التي يسكنها الاقوياء والضعفاء.

 

يتابع عموم اللبنانيين باهتمام التحولات الاستثنائية ومواجهات القدس وشيخ جراح فلسطين والتغييرات الحكومية في الكيان الاسرائيلي المحتل والمؤسس لصناعة الفشل السياسي وزعزعة استقرار مجتمعات بلاد الشام عبر المجازر والحروب واللجوء والضم والاستيطان والاحتلالات واستنزاف الطاقات البشرية والمادية على مدى مئة عام، ويتابع اللبنانيون بدقة الانتخابات الرئاسية في ايران ومفاوضاتها النووية في فيينا مع المجتمع الدولي الذي ساعد ايران على التوغل في بلاد الشام ونزاعاتها منذ انسحاب اميركا والقوات المتعددة الجنسيات لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان على مدى ١٨ عاما، ثم التعاون مع ايران بعد تحولات نيويورك ١١ أيلول ٢٠٠١ واحتلال افغانستان ثم العراق ٢٠٠٣ واطلاق اميركا استراتيجية الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد والخرائط الفيدرالية.

 

الايام والاسابيع القادمة ستكون شديدة القسوة والمرارة على كل اللبنانيين بعد اعلان كل مكونات السلطة الطائفية استعدادهم للانخراط في مأساة نهائيات مونديال الفشل السياسي اللبناني بعد ان تم تأمين الرعاية الخارجية لإعادة احياء الذاكرة اللبنانية السوداء مع المجاعة والاغتيالات والتفجيرات وخطوط التماس وحروب التحرير والالغاء والجبل والمخيمات وحروب الاخوة الاعداء والارهاب والحروب الاسرائيلية على لبنان، حمى الله لبنان واطفال لبنان من نهائيات مونديال الفشل السياسي في لبنان.