IMLebanon

وماذا عن أزماتنا؟

 

 

لأن جرح الحرب على غزة بليغ جدّاً، ولأن المخاوف من تمدُّدها لتطاول لبنان بما يتخطّى المناطق الجنوبية الأمامية هي مخاوف جدّية إذ لا دلائل أو مؤشّرات قاطعة على أن الجدار الوطني اللبناني المتهاوي بسبب الخلافات الموصوفة سيقف سدّاً مانعاً في وجه «دحرجة» كرة النار الملتهبة الى الداخل اللبناني… والعكس صحيح، إذ إن الممسك بالكرة في فلسطين المحتلة، بنيامين نتانياهو، له مصلحة مباشرة في تمديد أمد حربه على غزة ويأمل أن تفرّخ حرباً على لبنان تستمر هي الأخرى أشهراً، ليبقى على رأس حكومة الصهاينة، اذ هو يدرك ما يعرفه الجميع في الكيان العبري وفي الغرب الأميركي والأوروبي وسائر أنحاء العالم بأن هذا السفّاح سيواجه القضاء، مباشرة بعد أن تضع الحرب أوزارها،  ليس فقط على اتهامه بالفساد بل أيضاً على ما أصاب إسرائيل في الحرب المجنونة على غزة من تفكّك وانكشاف.

 

وعليه، في هذه الحال المرشحة لأن تدوم طويلاً، هل نبقى، نحن اللبنانيين، نغوص الى ما يشاء الله في مستنقع أزماتنا القاتلة وانهيارنا غير المسبوق؟!.

 

ليس مَن يجهل أن الضائقة الاجتماعية تضغط على الناس بقوة. قد يكون من الضروري التنويه بأهمية قرار «تجميد» سعر صرف الدولار الأميركي حيث هو، إلّا أن هذا التدبير المهم بقي من دون أي مفعول على أرض الواقع، لأن أجهزة الرقابة فشلت (كي لا نقول تقاعست أو ربما عجزت) عن مواكبة هذه الخطوة المهمة، وبالتالي تفلّتت الأسعار من كل قيد وبالدولار. فالسلع الغذائية والضرورية تتجاوز، اليوم، بأشواط ما كانت قد وصلت إليه عندما لامس الدولار عتبة الـ 150 ألف ليرة قبل أشهر.

 

وفي تقديرنا أنه لا يجوز تجاهل الأوضاع المعيشية لأن ثمة حرباً مجنونة مندلعة في المنطقة وتلفح لبنان بلهيبها.

 

أمّا الاستحقاقات الداهمة الأخرى، وفي طليعتها ملء الشغور الرئاسي، فإن عدم التصدي لها هو عكس المنطق في الدول والبلدان التي تحترم ذاتها، والتي لا تنتظر الجماعات السياسية فيها كيف ستستقر الأوضاع في الإقليم والعالم البعيد لتعرف لمن ستمنح ولاءها كما يفعل القوم عندنا.

 

وبعد، إن هذا الكلام ليس تَرَفاً في المرحلة العصيبة، أنه أحد موجبات الصمود.