IMLebanon

لبنان والمنطقة: العجز

على الرغم من أن لا رابط بين الانهيار في لبنان والضعف في الإقليم العربي والإسلامي فإن ما يجمع بين الحالين هو العجز المطبّق الذي يكشفه عندنا، في لبنان، عدمُ القدرة على حل أيّ مشكلة ولا إجراء أي استحقاق، ويكشفه في العالمَين العربي والإسلامي الفشل الذريع الى حدّ اللامعقول في اتخاذ أي تدبير فعّال يدعم غزة وأهلها في هذه المواجهة غير المتكافئة في الحرب الهمجية التي تشنها الدولة العبرية عليها.

اولاً – على الصعيد اللبناني لا يجهل أحد أحوالنا المأساوية والسقوط المروّع في كل شيء. فالشغور الرئاسي تجاوز عامه الأوّل من دون التوصل الى أي أمل في أنه الى نهاية بانتخاب رأس السلطة في المستقبل المنظور، وأيضاً الفراغات في المواقع الإدارية والعسكرية وكذلك في السلطة القضائية، وأما الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية فحدّث ولا حرج وتفاصيل تلك كلها معروفة من الجميع، ومن نافل القول ترداد ذكرها في هذه العجالة. فقط نشير الى أنه بالرغم من ذلك كله نرى التهافت على المصالح الذاتية والأنانيات يبلغ ذروته في أشكال معيبة(…).

ثانياً – على الصعيدين العربي والإسلامي يكفي أن ننظر الى الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة لتتبين لنا وقائع مخزية فاضحة لأن سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية أظهرت عجزاً يفوق التصور الى درجة أن قيادات تلك الدول التي تضم أكثر من مليار نسمة لم تستطع أن تفتح معبر رفح بالرغم من الظروف الإنسانية (على الأقل) التي تفرض ذاتها بقوة، والتي تستثير المشاعر في أربع زوايا المعمورة. وفي هذا السياق يتبين بوضوح فاقع أن الصداقات وحتى الأحلاف التي يعقدها بعض هذه الدول مع دولٍ كبرى وعظمى لا قيمة لها إطلاقاً عندما يستجدّ الجدّ وتوضع النيّات على المحكّ.