Site icon IMLebanon

لبنان مرهون لزوائد المنطقة ونواقصها أجل! هذا كلام كبير  

مع كبير التقدير للرئيس نبيه بري ودوره الوفاقي /الحواري، ومع الإعتراف بأنّ تحذيراته الى أهل الحوار في محلها حول »الفرصة الأخيرة«، فإننا لا نرى أن ثلاثية الحوار (اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء وبعد غد الخميس) ستتوصل الى نتيجة حاسمة على صعيد الأزمة الكبرى في لبنان وتفرعاتها. وهي أزمة حذّرنا (ونحذر اليوم) من أنها مرشحة لأن تتحول من »أزمة سياسية« الى »أزمة حكم«. وعندئذ سيكون كل شيء مطروحاً، ولكن بالأثمان الغالية التي لم ينفك اللبنانيون يدفعونها تباعاً، ومن أسف فإنهم لا يتعلمون من أخطائهم.

ونود أن نقول إن هذه النظرة هي واقعية أكثر منها تشاؤمية. فنحن نقرأ في صفحة كتاب التطورات، فنجد الآتي:

أولاً – إن إنشغال العالم بالنيران المندلعة من حولنا لا يترك له فسحة جدية من الوقت ليتطلع الى أزمتنا. وهذا لا يعني أن العالم يهملنا كلياً، إلاّ أن أصحاب القرار فيه غير مستعجلين للتدخل الفاعل في ما يمهد أو يساعد على حل أزمتنا. ثم إن ترك الأزمة اللبنانية مفتوحة قد يكون مفيداً للحلول في المنطقة. فإذا كان ثمة زوائد عن الحل الكبير دفعوا به إلينا (الفلسطينيون سابقاً وحالياً ولاحقاً، ثم النازحون السوريون)، أوليس أنّ أمين عام الأمم المتحدة، الفاشل بان كي مون، تحدّث علانية بتوطين النازحين؟!. وإذا كان ثمة نواقص أخذوها من عندنا. فمن يضمن جغرافية لبنان؟! من يضمن أنّ هذه الجغرافيا لن تكون جزءاً من الصفقة الأكبر التي تشمل بـ»خيراتها« المنطقة كلها؟!.

إنه كلام كبير؟ أجل! إنه كلام كبير نكتبه ونحن نعرف أبعاده. ولكن آن الأوان للخروج من رومانسيتنا السخيفة وندخل في الإنطباعية الواقعية مهما كانت مؤلمة!

ثانياً – إنّ الإقليم (وبالذات دوله الفاعلة، وتحديداً المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحتى تركيا) هو أيضاً غارق في همومه ومشاكله وأزماته وأبرزها الأحداث الإستثنائية في سوريا والعراق واليمن… وتالياً الحدث التركي. وكان من شأن هذه الدول أن تسهم (مجتمعة أو كلا على حدة) في إيجاد حل للبنان، بدءاً بملء الفراغ الرئاسي. ولكن عمق تورطها في الأحداث الساخنة المشار إليها أعلاه، وعدم استقرار الخيار الرئاسي، بعد، في الولايات المتحدة، من شأنهما أن يجعلا لبنان في آخر لائحة الإنتباه، ولا نقول الإهتمام.

ثالثاً – (وأخيراً وليس آخر) إن الطبقة التي آلت اليها شؤون لبنان ومقدراته في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة هي طبقة إما فاسدة وإما عاجزة وإما تابعة للخارج الى حد الذوبان، وإما فاقدة الأهلية السياسية (…) وكل من هذه الصفات يحتاج الى شرح طويل. وبالتالي ليست مؤهلة لأن تبتكر حلولاً… فقد أصيب معها الفكر اللبناني الخلاّق والعقل السياسي اللبناني الفذ بالضمور وربّما بالشلل ايضاً.

فهل يؤمل خير في هكذا ظروف داخلية وإقليمية ودولية؟