Site icon IMLebanon

لبنان لم يتجاوز الخطر

 

من أصل 1554 فحصاً، سُجّلت أمس اصابتان جديدتان بفيروس كورونا، فيما قفز عدّاد الشفاء إلى 130 حالة. هي خلاصة المشهد ليلاً بما ينبئ بسيناريو السيطرة على الوباء. إلّا أن تحديّات جمّة لا تزال شاخصة مع اكتشاف أول إصابة في المخيمات الفلسطينية، ومع التحضير لبدء المرحلة الثانية لإعادة المغتربين، بدءاً من الإثنين المُقبل، ما يحتّم المضيّ في «التعبئة العامة»، حرصاً على عدم التعرّض لموجة ثانية من الوباء، ولأن لبنان «لم يتخطّ مرحلة الخطر» وفق منظمة الصحة العالمية

 

ظهر أمس، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل خمس إصابات جديدة بفيروس كورونا من بين 1089 خضعوا للفحص، ليصل اجمالي الإصابات الى 682. ومن بين الإصابات اثنتان في بشري وثالثة في مخيم الجليل في بعلبك أُعلن عنها ليل أول من أمس، ما يعني، فعلياً، تسجيل اصابتين أمس، فيما سُجلت حالة وفاة ليرتفع اجمالي الوفيات الى 22. وليلاً، أعلن مُستشفى رفيق الحريري الحكومي أنّه أجرى 465 فحصاً وكانت «كل النتائج سلبية»، مُشيراً إلى تماثل خمس حالات للشفاء، «ليرتفع عدد حالات الشفاء إلى 113». فيما كان لافتاً إعلان وزارة الصحة «قفز» عدّاد الشفاء من 108 حالات الثلاثاء إلى 130 أمس، ما عكس تضارباً في الأرقام. وأوضحت مصادر في وزارة الصحة لـ«الأخبار» أن توحيد الأرقام سيبدأ اليوم، مؤكدة أن عدد حالات الشفاء بلغ 130.

 

نتائج الفحوصات التي أعلن عنها أمس (1089 التي أصدرت وزارة الصحة نتائجها، إضافة الى 465 فحصاً أعلن مُستشفى الحريري عن نتائجها ليلاً)، تضمّنت نتائج 386 فحصاً من العيّنة العشوائية التي أخذت أثناء الجولة الميدانية الأولى على مناطق الهرمل والحدود اللبنانية السورية وحاصبيا وراشيا وبرج حمود والمتن وكسروان والكورة، وجزءاً من العيّنة العشوائية (950 فحصاً) التي أُخذت أثناء الجولة الثانية على وادي خالد/ عكار، طرابلس المدينة، صيدا المدينة وحارة صيدا، سير الضنية، صور وقراها، على أن تصدر نتائجها تباعاً. فيما استكملت الفرق الصحية، أمس، جولاتها الميدانية في جزين وبنت جبيل وبعلبك والبترون، على أن تنطلق اليوم باتجاه جبيل ومرجعيون وعاليه الشوف وزحلة والبقاع الغربي.

ثبات العدّاد على إصابات محددة مع رفع عدد الفحوصات، يُقابله تسارع في حالات الشفاء ينذر، ظاهرياً، باقتراب مرحلة تراجع الإصابات والسيطرة على الوباء بشكل يسمح بفتح البلاد تدريجياً. إلّا أنّ «الانخفاض الحالي وحتى الوصول إلى صفر إصابات ليس مُعطى يُمكن اتخاذ قرارات بناء عليه»، بحسب ما قال وزير الصحة حمد حسن في مؤتمر صحافي عقده أمس، في حضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي، لافتاً إلى أنّ «الدولة مُستمرّة في الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها (…) حرصاً على عدم التعرّض لموجة ثانية من الوباء». وأضاف: «على قدر ارتياحنا للنتائح الحالية، فإننا دقيقون ونتحسب لعدم التعرّض لموجة ثانية من الوباء، وإلا نكون قد خاطرنا بكل ما تحقق». فيما لفتت الشنقيطي الى أنه «لا يمكن القول إنّ لبنان تخطّى مرحلة الخطر (…) وإذا كان هناك من قرار لرفع الإجراءات، فيجب أن يجرى بطريقة مدروسة وتدريجية». ونصحت بـ«الاستمرار (في التعبئة) للأسبوعين المُقبلين». علماً بأنه برزت أخيراً بوادر «تمرد» على قرارات التعبئة في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والبطء في تنفيذ قرار إعطاء المُساعدات المالية.

 

وزارة الصحة نحو رفع عدد الفحوصات إلى المعدّل الدولي البالغ 15 ألفاً لكل مليون نسمة

 

 

وعليه، فإنّ المطلوب مُجدّداً، رفع عدد الفحوصات وإجراء مسح شامل للمناطق. وفي هذا السياق، أعلن حمد أن لبنان سيرفع عدد فحوصات الـ pcr «ليصل إلى المعدّل الدولي البالغ 15 ألف فحص لكل مليون نسمة لإجراء تقييم دقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على المعطيات الميدانية»، مُشيراً إلى أن عدداً من الدول قدّمت دعماً للبنان؛ من بينها دولة الكويت «التي ساهمت في توفير فحوصات الـ pcr بما يمكننا من رفع عدد الفحوصات اليومية إلى 2000».

وإلى «معركة» رفع الفحوصات المخبرية التي ستحدد مسار الوباء، يبقى «تحدّي المُخيمات» هو الأبرز مع تسجيل إصابة في مخيم الجليل. مصادر وزراة الصحة أوضحت لـ«الأخبار» أنها أجرت 150 فحصاً داخل المخيم، وأوصت بتشديد الإجراءات وفق خطة الاستجابة الموضوعة بالتعاون مع «أونروا» وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني.