IMLebanon

لبنان «محكوم» بـ«الستاتيكو» إلى ما بعد الرئاسة الأميركية

تؤكد مصادر ديبلوماسية ان الحوار الغربي وتحديداً الاميركي مع ايران ليس كافياً وحده لحلحلة ملفات المنطقة العالقة، ولو ان هذا الحوار ضروري ولا بد منه. اذ يلزم ايضاً وبالتزامن، الحوار الاقليمي بين الاطراف المؤثرة، لا سيما بين الخليج وايران.

ما يخيّم على اجواء المنطقة، ويحكم النزاعات فيها، هو وجود تفاهم جينيف بين الاميركيين والروس، وهذا التفاهم تم في حدود دنيا من اجل التهدئة في سوريا والسعي لاستكمال العملية السياسية والمفاوضات الخاصة بها وفقاً للقرار 2254.

الدور الخليجي مهم في اي حوار. وعندما تدخل السعودية الى المجموعة الدولية لدعم لبنان يصبح هناك مجال للحوار، وكذلك اذا دخلت ايران اليها، وقد طرح لبنان منذ مدة هذه الفكرة، لانه لو توافرت حالياً ظروف للحلحلة الاميركية الايرانية، فانها تبقى منقوصة من دون الدور السعودي والحلحلة الاقليمية، فضلاً عن دور لتركيا وبقية دول الخليج. والتوتر بين الاطراف الاقليمية يعرقل اي حوار حول المنطقة.

وبات واضحاً، بحسب المصادر، ان «الستاتيكو» في ملفات لبنان والمنطقة سيبقى قائماً الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.

الادارة الاميركية تعول في هذه المرحلة على التفاهم مع الروس، الا ان هذا التفاهم هو مبدئي وليس قراراً استراتيجياً ولم يرتق الى ذلك، وليس شاملاً ويتضمن حلاً لازمة اليمن وازمات المنطقة الاخرى، واسهلها انتخاب رئيس في لبنان.

الامور في سوريا غير واضحة، لاسيما وان البحث وصل الى مرحلة الدستور وهي مرحلة دقيقة وحساسة وليس سهلاً التوصل الى تفاهم حولها، وعلى اي نظام سيرسو الوضع السوري، ذلك ان الموضوع لا يرتبط فقط بمسار الميدان ومن هو الطرف الاقوى على الارض. المهم ايضاً ما اذا كان الاطراف سيدخلون في التوازن الاقليمي بين القوى. الارض تعطي اوراقاً اضافية، في حال الربح، لكن ما هو ابعد من الارض، التفاهم السعودي الايراني. اما الاميركيون والروس، فلا تسمح مصالحهما بتفاهمهما مع طرف واحد في المنطقة. فالروس يتبعون التهدئة ايضاً مع الخليج والسعودية، ومع اسرائيل، والاميركيون بدورهم يسايرون الروس. هناك مصالح وتوازنات دولية لا يمكن لأي طرف تخطيها. والروس يدعمون النظام لكنهم لا يريدون كسر حوارهم مع المعارضة السورية ولا مع الرياض.

وبالتالي، حتى الآن اي حسم في سوريا غير وارد، الا اذا قرر الاميركيون والروس القيام بشيء كبير قبل مرحلة نهاية الصيف، والاقتراب عملياً من الانتخابات الرئاسية، لكن من المستبعد القيام بذلك، لان ليس لأي جهة مصلحة في الذهاب الى عمل كبير في سوريا.

حتى انه لا يبدو ان هناك عملاً حثيثاً من اجل العودة الفعلية الى التفاوض السوري. وبغض النظر عن التصريحات، فان مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تؤكد ان لا ضغوط اميركية روسية جدية لاستئناف التفاوض. وهذا الواقع قد يذهب الى ما بعد شهر رمضان، وقد لا تحقق العملية السياسية اي تقدم جوهري وسط ضوابط محددة متفق عليها لتقطيع مرحلة الانتخابات الاميركية. وفي هذه الاثناء يدير الدفة الاميركيون والروس وليس الايرانيون مع امكان حدوث اختراق في العراق، من حيث استعادة الفلوجة المرتقب والذي يعمل عليه الاميركيون، مع استبعاد حصول اختراق في الموصل.

انه «ستاتيكو» سيحكم المرحلة منذ الآن وحتى ما بعد تسلم الادارة الجديدة في واشنطن الحكم. وفي مثل هذه المرحلة تحديداً كان دائماً هناك خوف من دخول العامل الاسرائيلي على خط التطورات في المنطقة، لانها تعتبر نفسها خارج نطاق الضغوط عليها من الجانب الاميركي، ومتفلتة منه. لكن المصادر تستبعد ان تقوم بعمل عسكري بسبب عدم وجود ضغط كاف عليها. اذ ان لا مصلحة لها بذلك، وليست ايضاً قادرة على ذلك، وان مصلحتها تكمن بـ»الستاتيكو» الموجود، والذي تتعمق المشاورات الدولية لترسيخه، لان ليس في مقدورها، ان تضمن عدم تعرضها لأذى. والوضع لم يعد مثل السابق بالنسبة اليها، حيث كانت تعمل في المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة على حروب كبيرة. تلجأ حالياً وعبر الكونغرس واللوبي اليهودي الى تضييق الخناق على «حزب الله» في مجال التمويل وتصنيفه كارهابي والطلب الى الاتحاد الاوروبي اتباع هذا التصنيف. وليس فقط الجناح العسكري فيه.