IMLebanon

لبنان في عهد سلمان

لبنان الرسمي والشعبي يشكر المملكة العربيَّة السعوديَّة، ليس لتسلّمه الدفعة الأولى من الصواريخ الفرنسية فحسب، بل لألف سبب وسبب. وكلُّها تصبُّ في خانة المحبة والوفاء لهذه المملكة التي لم تتخلّ لحظة عن لبنان الدائم الأزمات والاختلالات والاضطرابات.

ومنذ عهد المؤسِّس الكبير الملك عبدالعزيز آل سعود إلى يومنا هذا، حيث يواصل عهْد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة الرعاية الدائمة لوطن الثماني عشرة طائفة، والوطن الذي تتناوب على تعكير حياته وأمنه دول إقليميّة وعربيَّة.

ومن دون مِنَّة أو شكورا. ومن غير أن تعرِّض هذا اللبنان المنكود الحظ وشعبه الممزَّق لمثل ما تُعرِّضه له دول أخرى، وتحوِّله كبش محرقة فوق نار مصالحها وطموحاتها، ولا يرفُّ لها جفن أو يردعها ضمير. ففي لعبة الأمم لا مكان للضمائر والقلوب والمبادئ والأخلاق… باستثناء المملكة العربية السعوديّة الوفيَّة لأصدقائها، والمخلِصة لأشقائها، والملتزمة اتفاقاتها والآخرين.

وفي عهْد الملك سلمان ضوعِف الاهتمام بلبنان، كما أفَرَد له العاهل السعودي خانة خاصة بين أولويات اهتماماته.

ولبنان الرسمي والشعبي لا يفوته، للمناسبة، تقديم المزيد من الشكر إلى الأم الحنون التي بدورها وعلى رغم كل دورات الزمان عليها لم تتخلّ عنه يوماً. ولم تقصِّر باريس أو تتردَّد في استجابة استغاثته ودعمه بقدر استطاعتها ومساحة قدراتها.

هنا نعود إلى الوضع اللبناني بكل أمراضه وحالاته. الأمن والاستقرار ضروريّان وأساسيان. لكن توفير هذين البندين لا يتمَّ إلا متى كان لبنان واحداً حقاً لا لبنانين ولا لبنانات عدّة. وإذا كانت الدولة للجميع، والقانون فوق الجميع.

لا أبناء ست، أو أبناء دويلة فوق الدولة، وأبناء جارية. ولا ناس يأكلون الدجاج والقوانين والأخضر واليابس والبرّ والبحر، متسَلِّحين بالصواريخ، وناس يقعون في السياج حيث يقع البلد معهم وتقع المصائب. تماماً كما هو حاصل اليوم.

هذه التفاصيل تُوصلنا إلى بيت القصيد وبيت الحوار الذي يُباركه الجميع بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، بعيداً من الرهان على أية نتائج عمليَّة ذات تأثير بالنسبة إلى واقع “الدويلة” وسلاحها وجيوشها وواقع الدولة وتفريغها من مجمل مؤسساتها وواجباتها ومسؤولياتها ومفعولها.

البعض يؤيّد استمرار الحوار على أساس أنه يُبعد البلد عن فرن النار الذي يلتهم دولاً عدّة في المنطقة. إلا أن أحداً لا يتوقّع لهذا الحوار أن “يُنجب” أكثر من تخفيف “ضغط الأحقاد” المتبادَلة نسبياً. والمثَل واضح، حين يقول إنما الأفعال بالنيَّات.

ما دام “الخارج” هو صاحب القرار، فلا الحوار ولا النيَّات والأفعال لها مكان على مستوى الفراغ اللبناني.