Site icon IMLebanon

لبنان أولاً  

حتى صباح يوم أمس كان هناك تشكيك في حصول الانتخابات، كونها تأجلت مرات عديدة، وثانياً تخوّفاً أو تحسّباً لحدث أمني كبير، أو لاعتداء إسرائيلي.

 

إنّ الرئيس سعد الحريري فعل كل ما يستطيع أن يفعله ونال إعجاب ومحبّة الصديق والخصم، والجميع يعتبر أنّ ما يتمتّع به الحريري بالكاريزما المميزة تذكر بكبار القادة والزعماء العالميين وليس في لبنان وحسب.

منذ الإعلان عن الاتفاق على قانون الانتخابات الجديد كنا نعلم أنه قانون “حزب الله” لأنّ الهدف منه هو أن يستطيع “حزب الله” الحصول على المعارضة السنّية في عداد نوابه، وهذا كان هدفه الأوّل المعلن، ومن الأسماء التي تبنّاها الحزب نستنتج هذه الحقيقة.

المال السياسي

ولا يوم من الأيام في لبنان إلاّ كان المال السياسي مستعملاً، وما ساعد هذه المرة “حزب الله” مساعدة كبيرة هو المال السياسي المتوافر لديه من إيران التي كانت هذه الانتخابات بالنسبة إليها مصيرية لأنها تريد أن تقول إنّها، كما يدّعي قادتها من خامنئي وظريف ولاريجاني، إنهم يسيطرون على أربع عواصم: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

مثل كل عملية إنتخابات تختلف التحليلات: الفائز يقول هذا أفضل قانون، والراسب يحمّل القانون المسؤولية.

وفي تقديرنا أنّ العمل الاول للمجلس النيابي الجديد هو إعادة العمل في هذا القانون الذي لا يمكن أن يعتمد مرة ثانية.

ويسجل للعهد وللرئيس العماد ميشال عون الذي كان يدعو دوماً الى الانتخابات، وكلمة حق تقال إنّ الرئيس كان همّه إجراء الانتخابات أكثر من همّه في إيجاد القانون الذي لم يكن مقتنعاً به ولكنه كان بين خيارين: لإجراء الانتخابات بالقانون أو عدم إجرائها…

لا نريد أن نكون متشائمين لأنّ ما حدث قد حدث، ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة هي مرحلة تشكيل الحكومة، وكما هو معروف هناك مشكلة حقيبة وزارة المال والموازنة، خصوصاً أنّ رئيس الجمهورية يريد أن تكون هناك مداورة في السلطة فهل يستطيع أن يحقق ذلك؟

المشكلة الثانية الآتية تتمثل في الاستراتيجية الدفاعية التي قال الرئيس عون إنّها ستكون على طاولة البحث والحوار بعد الانتخابات.

كلمة أخيرة لا بد منها: بغض النظر عمّن ربح وعمّن خسر، وعن أحجام الزعماء في لبنان، فهناك زعماء الطوائف (وعددهم بين ثمانية وعشرة) فلا يمكن تشكيل أي حكومة إلاّ بالتوافق في ما بينهم، وما يُقال عن أكثرية وأقلية فبعد تجربة حكومة نجيب ميقاتي التي كانت من لون واحد وقد فشلت، فلا نظن أنّ الرئيس سيكرّر هكذا تجربة سيّئة.

ويقتضي الإنصاف أن يسجّل لوزير الداخلية وللجيش والقوى الأمنية أنهم أجروا الانتخابات النيابية العامة في يوم واحد في أمن مثالي.

والتجربة الثانية المهمة التي يجب التنويه بها هي تمكين المنتشرين في الخارج من المشاركة في الانتخابات.

عوني الكعكي