Site icon IMLebanon

لبنان وجد مكانه في قمة شرم الشيخ: يوافق على الإجماع وينأى عن الاختلاف!

بعدما فرضت “عاصفة الحزم” التي تقودها المملكة العربية السعودية، نفسها بنداً أول على جدول أعمال القمة العربية، فقد لبنان منبراً مهماً للتذكير بقضاياه وإستحقاقاته الداخلية.

تنعقد القمة العربية في شرم الشيخ وقد احتل الوضع اليمني صدارة جدول الاعمال، متقدماً أي ملف عربي آخر، رغم صعوبة فك الارتباط بين ما يحصل في اليمن والوضع المشتعل في عدد من الدول العربية الاخرى التي ستكون على طاولة مناقشات القمة، بحسب ما ورد في بنود جدول الاعمال.

فإلى “متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية، ووضع الجولان العربي السوري المحتل”، تحضر “التطورات الخطيرة في كل من سوريا، ليبيا، الصومال الفيديرالية، واحتلال ايران للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابو موسى التابعة للإمارات” على جدول الاعمال، فضلاً عن مسألة “صون الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب”.

اما لبنان، فيحضر من ضمن بند التضامن معه ودعمه. وليس في الافق، قبل “عاصفة الحزم” أو بعدها، ما يؤشر إلى أن الملف اللبناني جاهز ليكون بندا أساسيا على طاولة القمة، لسببين أساسيين، أولهما أن لا جديد في المشهد العربي حيال الاستحقاقات اللبنانية الداخلية من شأنه أن يحقق خرقاً في الملفات المطروحة ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي. والثاني أن الهم العربي المستجد في ظل الاوضاع المشتعلة لا يترك فسحة للبنان، وخصوصا ان البلاد تنعم، على رغم التمدد الارهابي و”الداعشي” فيها، بمظلة عربية – دولية تحمي الاستقرار السياسي والامني وإن في حدوده الدنيا.

وعلى رغم كل الاضطرابات التي تسود المشهد الاقليمي المتسابق على ترقب مسار “عاصفة الحزم” من جهة ومسار الاتفاق النووي الاميركي- الايراني من جهة اخرى، وللمسارين تأثيرهما الفاعل على الساحة اللبنانية، بما ان “عاصفة الحزم” جددت تثبيت الاصطفافات السياسية الحادة بين معسكري “المستقبل” و”حزب الله”، فإن المظلة الدولية مستمرة في حماية الاستقرار الداخلي، حتى بلورة المعادلة الاقليمية والدولية التي ستنتجها التسوية النووية.

لا يبدو لبنان الرسمي بعيدا عن هذا المشهد الاقليمي المتطور بصورة متسارعة. وقد بدا ذلك واضحاً في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء التي تعاملت مع الحدث اليمني بالكثير من الدقة والمسؤولية في تحييد لبنان عن المواجهة التي تنتظره حيال الاعلان عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية، وخصوصا بعدما تم الاعلان عن إطلالة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله يتبنى مواقف حادة للحزب من العملية السعودية عقب تأييد فوري للعملية السعودية أعلنه الرئيس سعد الحريري.

لم يكن ذلك الوعي وليد ساعته، على ما تقول مصادر وزارية مطلعة. إذ فور إنتشار الاخبار عن بدء عملية “عاصفة الحزم” التي تزامنت مع انعقاد جلسة حكومية في السرايا، بادر رئيس الحكومة تمام سلام الى التشاور مع وزير الخارجية جبران باسيل المدعو الى إلقاء كلمة لبنان في إجتماع وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ تمهيدا للقمة العربية.

وكان التفاهم واضحاً حيال الموقف اللبناني بحسب ما كشفت هذه المصادر: لبنان يسير بالاجماع العربي، أما في حال تسجيل أي إعتراض من أي دولة، فيتخذ قرار النأي بالنفس.

وتضيف المصادر أن رئيس الحكومة أعدّ بياناً ضمّنه الموقف الرسمي هذا تحسباً لإمكان طرح الموضوع خلال الجلسة. فإذا حصل وبادر أي فريق إلى إثارة الأمر، يطرح سلام مسودة البيان للنقاش، وإلا، يُترك لرئيس الحكومة إعلانه في القمة العربية ولوزير الخارجية في الاجتماع الوزاري تماماً كما حصل أمس.

لكن سلام سيكون امام مواجهة انزعاج خليجي من الموقف اللبناني، عبّر عنه مشاركون في الاجتماع الوزاري في المنتجع المصري. إذ بحسب المعلومات التي توافرت لـ”النهار”، ان سلام تبلغ أمس تحفظاً عن موقف وزير الخارجية وامتناعه عن السير في القرار العربي. وعليه، فهو قد استكمل تحضيراته أمس للإجابة عن هذه التحفظات، إنطلاقا من دقة الظروف التي يمر بها لبنان والحساسية التي يواجهها في هذا الموضوع، والحرص على تحييده عن الخلافات العربية. وسيكون على سلام الموازنة بين النأي بلبنان عن تلك الخلافات وعدم الخروج عن التضامن العربي.