Site icon IMLebanon

لبنان من ساحة حروب الآخرين الى ساحة حلول للآخرين !

في غمرة أفراح الأعياد والسنة الجديدة – على الرغم من وفرة الكوارث والمآسي – فإن أذهان اللبنانيين غير مهيأة لقبول أي تقرير أو تحليل ينغّص عليهم فرحتهم، أو استيعاب مضمونه. ومع ذلك فإن السؤال المضمر والمعلن هو: ماذا تخبئ لنا السنة الجديدة من أخطار، وهل سننجو منها؟ وكما يُقال عادةً: هناك خبر مفرح وأخبار محزنة… وانسياباً مع أجواء العيد ينبغي البدء بالخبر المفرح أو ما يمكن أن يكون كذلك… في الهزيع الأخير من العقد الماضي، عندما كانت الأوضاع مستقرة، ولو في الظاهر، في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس والمنطقة العربية عموماً، كان مخططو الاستراتيجية في لعبة الأمم يحتاجون الى ساحة تجري عليها حروب الآخرين، واستضعفوا لبنان فوصفوه وكان هو هذه الساحة…

***

عندما كان لبنان مشتعلاً بمختلف أنواع الحروب الساخنة والباردة، كانت المنطقة العربية هادئة ومطمئنة. اليوم يحدث العكس، فالمنطقة العربية مشتعلة من اليمن في الخليج والى ليبيا في شمال افريقيا ومروراً بسوريا والعراق ووصولاً الى مصر وغيرها. مخططو استراتيجية لعبة الأمم اياهم يحتاجون في هذه الظروف الملتهبة الى ساحة هادئة في المنطقة يجرون فيها حساباتهم، ويركزون فيها مراصدهم وغير ذلك، فوقع خيارهم على لبنان ليكون هو هذه الساحة كونها هي الأقرب الى ميادين الصراع! والخبر المفرح هنا هو أن ما يسمى ب المجتمع الدولي متفق على بقاء لبنان بعيداً ما أمكن عن ساحات الصراع والاشتباك، وتجميد صراعاته الداخلية، وكأنها نموذج لما ينادي به المبعوث الدولي ديمستورا لتجميد القتال في حلب، كمقدمة ضرورية – وإن غير كافية – لحل سياسي في سوريا!..

***

إذن، من حيث المبدأ، ليس هناك قرار دولي بتفجير لبنان، بل على العكس المحافظة على الهدوء ولو الى اشعار آخر. وبالنتيجة اذهبوا وعيدوا وهيصوا وارقصوا ليلة رأس السنة ولكن… انتبهوا جيداً، فمع بزوغ شمس اليوم الأول من السنة الجديدة استعدوا للأسوأ، فما ينتظركم هو سيل من المخاطر، وليس أوان الحديث عنها هو الآن!