في مثل هذا اليوم في ١٩٢٠/٩/١ أقامت “فرنسا” الدولة التي كلفت دولياً الانتداب على لبنان، احتفالاً رسمياً في “قصر الصنوبر” على شرف “دولة لبنان الكبير” الذي كان قد تم الإعلان عنه كمكوّن جديد في خريطة الشرق الأوسط السياسية، من “قصر الصنوبر” في ١٩٢٠/٨/٣١، وكان هذا الحفل الرسمي برعاية المندوب السامي الفرنسي “هنري جوزيف أوجين غورو” (١٨٦٧/١١/١٧- ١٩٤٦/٩/١٦). وإلى يمينه البطريرك الماروني الياس بطرس الحويّك البطريرك الـ72، (1843/12/4- 1931/12/24)، وإلى يساره مفتي بيروت الشيخ الجليل مصطفى بن محيي الدين نجا (1853/6/13- 1932/12/31).
وضم لبنان شتاته على الشكل التالي:
1- ولاية بيروت وفق تنظيمات الدولة العثمانية لعام 1904 فكانت تضم:
أ- لواء بيروت: وفيه بيروت و3 أقضية هي صيدا وصور ومرجعيون.
ب- لواء طرابلس: وفيه مدينة طرابلس والمينا والمنية والضنية، بالإضافة الى قضاء عكار، اما “صافيتا” و”حصن” فقد قطعت من لواء طرابلس وألحقت بـ”اللاذقية”.
2- ضم الأقضية الاربعة وهي: بعلبك والبقاع وحاصبيا وراشيا، وكانت تابعة وفق تنظيمات الدولة العثمانية لعام 1885 لـ”لواء الشام” من “الولاية السورية”.
وها هو هذا الـ”لبنان الكبير” وبدلاً من أن يحتفل اللبنانيون جميعاً بذكرى “مئويته الأولى” في 2020/8/31 واليوم 2020/9/1، كانوا كشعب يرثونه ويودعونه على “هدير البوسطة” -بوسطة 1975/4/13- ونوّات “الحرب القذرة” التي هدأت في 1989/9/30 باتفاق اللبنانيين في إطار “اتفاق الطائف” ما عدا واحداً عقد مؤتمراً صحافياً في 1989/11/6، “هدّد فيه كل من قَبِل باتفاق الطائف بأن يذهب الى الجحيم”..! وذلك بعد انتخاب النائب عن منطقة “إهدن – زغرتا” -الاستاذ “رينيه معوّض” من قبل المجلس النيابي اللبناني في 1989/11/5 اول رئيساً لـ”الجمهورية الثالثة” التي انتهت أمس.. في 2020/8/31 في نهاية المئوية الاولى لـ”لبنان الكبير” إن بقي كبيراً مع هذه النهاية؟
و في ظل ما يمر به “لبنان الكبير” من ظروف استثنائية، سواء من الداخل أم من الخارج، “لبنان الدولة”، وهو يعيش الآن رهين المحبسين: رهين التحولات والمتغيرات الكبرى من حوله، وعليه، ورهين لعبة الشارع في الداخل.
وفي مقدمها تغيب القرار السيادي الوطني المستقل الذي نتج عنه عودة “هدير البوسطة” 1975/4/13، وأنين ألم الجوع والخوف والمرض الذي رافق مجاعة 1915، متمثلاً بمجاعة 2020 الأقوى بآثارها الاجتماعية خصوصا “الهجرة” وترك تراب الوطن بحثاً عن الحياة الكريمة، كما حدث في 1915 وما بين 1975- 1990..
ويرافق ذلك إعلان لبنان إفلاسه في آذار/ مارس 2020، وما ترتب على ذلك من مآسٍ اجتماعية – اقتصادية، وتضاعف التضخم الى حوالى 120 بالمئة في شهر تموز/ يوليو 2020..
لذلك، فإنّ “لبنان الكبير” الذي أمامه الآن الفرصة الاخيرة ليبقى كبيراً بعد وداعه أمس “الجمهورية الثالثة” التي أسّس لها “اتفاق الطائف” 1989/9/30 الذي دفن أمس باحتفالية رسمية اشترك فيها تسعون نائباً..!! من دون أن يدخل في نفق “المؤتمر التأسيسي لصياغة عقد إجتماعي لـ”لبنان جديد” مبهم وغير واضح في وسط هذه الامواج العارمة من التحوّلات الإقليمية والدولية في محيطه وعليه!
والتي ستستمر بأمواجها العاتية في ظل إنعدام الوزن التي تهيمن على الواقع الحالي الآن وحتى 2020/11/3 موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية، والتي ستستمر بثقلها في إنعدام الوزن حتى تسلم الرئيس الجديد لمهامه الدستورية في 2021/1/20، والذي سيمنح بعدها فرصة “المئة يوم الاولى” من حكمه ليعيد رسم سياسة دولة الولايات المتحدة الاميركية في الداخل والخارج.
السؤال: هل سيبقى “لبنان الكبير” كبيراً بحدوده المعترف بها دولياً والتي تضمنها الدستور اللبناني 1990 الذي أسس له “اتفاق الطائف” (الذي دُفن أمس وهو يُغازل 31 عاماً)، ويعبر الى بر الأمان في ظل الإشراف الفرنسي في هذه الفترة “الوقت الضائع”؟ أم سيكون قد تقسم الى “4” دويلات على الأقل؟.. أو “تفدرل”..؟
إلا إذا كان كل ما يجري هو الفصل من مسرحية جديدة للروائي الفرنسي “موليير”.. 1673/1622؟
و على كل أشير إلى أن أول رئيس وزراء لدولة لبنان الكبير كان “أوغست أديب” الماروني من دير القمر (١٩٢٦/١٨٥٦) و حكم ما بين ١٩٢٦/٥/٣١ و ١٩٢٧/٥/٥، في أول عهد رئيس الجمهورية “شارل دباس” للجمهورية الأولى (1935/1885)..
وللقراءة بقية.
يحيى أحمد الكعكي