IMLebanon

لبنان في سباق مع الوقت  والحريري في سباق مع الاستحقاقات

يحلُّ الرئيس سعد الحريري على برنامج كلام الناس يحاوره الاستاذ مرسال غانم الخميس المقبل، ولديه الكثير ليقوله، فالمقابلة ستأتي بعد أربع وعشرين ساعة على لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الأليزيه بعد غد الاربعاء، ومعروف ان النائب جنبلاط والرئيس الحريري في تحالف استراتيجي لإيصال رئيس تيار المردة الى قصر بعبدا، كما تأتي المقابلة بعدما بدا ان الرئيس الحريري يطلب ما يشبه وساطة روسية لاخراج وضع انتخابات الرئاسة من حال المراوحة، وهو لهذه الغاية التقى السفير الروسي في لبنان مرتين في أقل من عشرة أيام.

***

من خلال العشرين يوماً التي أمضاها في لبنان، أعاد البلد خليَّة نحل سياسية: فمن مهرجان البيال الى اللقاءات التي وصلت الليل بالنهار في بيت الوسط الى لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة الى زيارة طرابلس والبقاع وزحلة تحديداً الى لقاء معراب الى استقبال الوزير سليمان فرنجيه الى المشاركة في الجلسة 36 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي استطاع من خلال حضوره تسجيل مشاركة 73 نائباً، كرسالة الى جميع الاطراف انه يمثل الثقل الاساسي السياسي في البلد.

هذا عمَّا مضى، فماذا عن الآتي من الأيام؟

هناك محطتان كبيرتان: الاولى الاسبوع المقبل في 14 آذار وستكون له إطلالة وكلمة، والمحطة الثانية في 23 آذار موعد الجلسة 37 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كل المعطيات تشير الى ان الجلسة المقبلة سيضغط الرئيس الحريري لتكون النتيجة افضل من تلك التي تحققت في الثاني من آذار بنزول 76 نائباً… الى البرلمان، ولكن يفترض بالآخرين ان يلاقوه في منتصف الطريق إذ ان يداً واحدة لا تُصفِّق رئاسياً.

***

لكن في مطلق الأحوال فإن ما بعد 14 شباط الفائت ليست كما قبله، فالرئيس الحريري عازم على السير بكل الملفات دفعة واحدة غير عابئ بعراقيل أو بمصاعب.

***

ولكن ماذا لو استمر المقاطعون على مقاطعتهم؟

الرئيس الحريري وحده لا يستطيع ان يحلّ محل الدولة كما لا يريد ان يمارس سياسة الاستئثار، فإذا بقي الوضع على ما هو عليه فإن أحجار الهيكل ستبدأ بالسقوط تباعاً، فهل هذا ما يريده الخيِّرون؟

***

البلد يقترب من ايار، في ذلك الشهر يكون قد مرَّ عامان على الشغور الرئاسي، أي ثلث عهد رئاسي بالكامل، فما هي وظيفة رئاسة الجمهورية إذا كان البلد يستطيع ان يعيش من دون رئيس للجمهورية؟

الرئيس سعد الحريري مُدرك لهذه الحقيقة، وهو يبذل الجهود المستحيلة لئلا نصل الى أيار من دون رئيس للجمهورية، ان الخطر في هذا الفراغ داخلي وخارجي: الخطر الداخلي هو ان الطائف على المحك، فكيف يكون الطائف الضمانة والملاذ في وقت يقع الفراغ في عهد الطائف لمدة سنتين.

اما الخطر الثاني فهو ان التطورات المتسارعة في المنطقة من شأنها ان تجعل من لبنان بلداً منسياً، فهل هذا هو المطلوب من المقاطعين؟