لبنان الى أين؟
السؤال يكبر، ويطرح بالحاح، على كل الصعد، وفي مختلف الآفاق.
ولعل الفيدرالية هي الموضوع الاساس في هذه الايام الدقيقة.
ولبنان، هو اكثر من يتعرض لهذه الظاهرة.
ذلك، انها اصبحت مطروحة للنقاش، لكنها ليست مطلوبة.
وفكرة الفيدرالية تغزو بعض المحافل، عندما تضعف وحدة الكيان.
او تنتابها الهنات وتصبح ارادة الانفصام، مواكبة لارادة الوحدة عند المواطنين.
في بداية الاحداث، نشأت ظاهرة دويلات الطوائف عندما قويت مظاهر الوحدة الفلسطينية، ونفوذ السيد ياسر عرفات، ونشوء الوحدة الشعبية عند القوى الاسلامية واليسارية بزعامة كمال جنبلاط.
الا ان بروز عهد الرئيس الياس سركيس جعل الوحدة اللبنانية تقوى على ما عداها من قوى رديفة على الصعيد اللبناني.
طبعا، كان نشوء الحلف الثلاثي بزعاية الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون اده اواخر الستينات، اكبر تحد، ما لبث ان تراجع امام ارادة الوحدة السياسية في نهاية عصر سركيس، وبروز ظاهرة الرئيس الشهيد بشير الجميل، وبعده ظاهرة الرئيس امين الجميل.
الا ان ظاهرة التكتل الرباعي بزعامة الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان هو الطريق الى بروز ظاهرة الفيدرالية والحرب على مطالب الرئيس ميشال عون، من اسباب قوية تجعل الفيدرالية عنوانا للتغيير غير المرغوب فيه، هذه الايام، لان ارادة الوحدة هي الاقوى في البلاد.
هذا، من دون نسيان الدور الذي يضطلع به الرئيس نبيه بري لدرء البلاد عن رياح الفيدرالية غير المرغوب فيها.
وهي تنمو وتزدهر، بقدر ما تنمو فيه رياح الانفصال، على مختلف الصعد.
كان الأستاذ جواد بولس يقول للدكتور شارل مالك ان الفيدرالية تزدهر، عندما تعصف الرياح بالوحدة اللبنانية، لأن الشعور بالاضطهاد عند أي فئة لبنانية، يجعلها تشعر بالاحباط، وتفكر بأكره الأمراض الخبيثة، ذلك ان الفيدرالية هي سرطان الوحدة، وأكبر أمراضها وأكثرها خطورة.
من هنا، فإن الامعان في دفع الأمور، الى الانفصام بين القوى اللبنانية، هو المرض الأكثر فداحة هذه الأيام.
من هنا، أهمية الترقب، في طرح الأفكار السياسية، لأن امتداد الفكر المتطرف الى معظم القوى الحيّة، هو الخطر الكامن على وحدة الكيان.
كان اللجوء الى الداعشية والى النصرة في أساس الخوف على الكيان.
في حقبة الخمسينات وبروز الثورة المصرية بزعامة الرئيس جمال عبدالناصر استطاع الرائد العربي، احياء القومية العربية، وعندما سعى مناحيم بيغن وغي مولليه وأنطوني ايدن الى معركة السويس، وجد الرئيس الأميركي ايزنهاور نفسه أقرب الى الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف، في انهاء الاستعمار القديم.
وهذا ما هو مطلوب الآن من باراك أوباما وبوتين وزعماء ايران والسعودية وحتى تركيا الى الحلف الصعب للقضاء على داعش!!