في الحرب كانت هناك جملةٌ متداولة بين اللبنانيين تقول:
البلد يعيش على برميل بارود، اليوم، وفيما البلد يعيش خليطاً بين الحرب والسلم، فإنَّ الجملة المتداولة بين اللبنانيين هي:
البلد يعيش على برميل نفايات.
ليس في الأمر مبالغة، فأيُّ مواطن يغامر في التجول على الطرقات، بدأ يواجِه تلالاً من النفايات لأنَّ 17 تموز مرَّ، وهو تاريخ إنتهاء العمل بمطمر الناعمة، من دون إيجاد البديل أو البدائل له، ولأنَّ عملية شدِّ الحبال بين اللبنانيين لتقاسم غنيمة النفايات لم تنتهِ بعد.
***
لكن فضيحة الإهمال في ملفِّ النفايات ليست يتيمة، بل إنها واحدة من عشرات الفضائح التي لا تُشرِّف السلطة التنفيذية، سواء أكانت مجتمعةً أم متفرِّقة، وهي فضائح أمنيَّة وإدارية وبيئية، فيما هي ما زالت تتلهَّى في إيجاد وسيلة لإدارة جلسات مجلس الوزراء تحت مسمَّيات مختلفة، ساعة تسمِّيها آلية وساعة مقاربة علماً أنَّ المشكلة ليست في التسميات ولا في المصطلحات، بل في الثقة المفقودة في هذه السلطة، لكن المشكلة باتت أبعد من ذلك لأنَّها باتت تتعلَّق بسمعة البلد وبالثقة فيه.
فهناك خطف التشيكيين الخمسة، وثمة معلومات تحدَّثت عن الرابط بين هذه العملية وبين موقوفٍ لبناني في تشيكيا، وأنَّ ما حصل هو للمبادلة بين الموقوف هناك وبين المخطوفين هنا.
بصرف النظر عن التوقيف في تشيكيا، وأحقيته أو عدم أحقيته، فإنَّ ما حصل يخالف أبسط قواعد العلاقات بين الدول، هذا الملف كان يُفتَرض أصلاً أن يكون في عهدة وزارة الخارجية، وكان يُفترض بالمعنيين أن يتوجَّهوا إلى وزارة الخارجية لمعالجة الأمر، لأنَّ ما يجري يجعل لبنان إحدى الدول الفاشلة التي لا تطبق لا القانون الدولي ولا تلتزم المعاهدات الدولية، فلنفترض أنَّ لبنانياً موقوفاً في فرنسا أو في بريطانيا أو في إيطاليا، فهل يتمُّ خطف فرنسيين وبريطانيين وإيطاليين للضغط للإفراج عنهم؟
هذه القضية بحاجةٍ إلى تحرك لإعادة الإعتبار للبنان، ومَن لا يُصدِّق ليتجوَّل أمام القنصليات الأجنبية في لبنان وليتفرَج على طوابير اللبنانيين، وكلُّ ذلك للحصول على تأشيرة وقد يفشلون في ذلك.
***
مع ذلك تبقى الحركة السياسية ناشطة، فبين السعودية وفرنسا محطتان سياسيتان لهما ما بعدهما، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أهمية اللقاء كما شرحت مصادر متابعة أنَّه تمَّ في حضور كبار أركان المملكة ولا سيما منهم المعنيون بعاصفة الحزم، ما يعني أنَّ الإرتدادات على المنطقة وبينها لبنان، كانت في صُلب المحادثات.
بالتوازي، رئيس حزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط مع نجله تيمور، في لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الإليزيه.
إنَّ هذين الحدثين من شأنهما أن يُحرِّكا الوضع السياسي الداخلي، ولكن كيف يمكن تحريك ملفات الفضائح؟