Site icon IMLebanon

لبنان في «قلب» العناية الدولية

 

إن كان لبنان حظي قبل اليوم، وتحديدا خلال السنوات الأربع الماضية، باهتمام عربي، فها هو اليوم يفوز باهتمام المجتمع الدولي، مع ما في ذلك من تأكيد على حرص دولي على استقراره والثقة التي منحتها الدول للحكومة من خلال المساعدات اللوجستية للمؤسسة العسكرية. 

وإن كان ذلك لا «يبلسم» جراح اللبنانيين المنشغلين دوما بأخبار العسكريين المخطوفين خلف الحدود من جهة، وبالتطوّرات والاحداث التي يتخبّط بها لبنان في الداخل، من قضايا اقتصادية وسياسية واجتماعية في آن، وضرورة التصدّي للإرهاب الذي يقرع الأبواب من الداخل، فلا شكّ بأن الدعم الدولي يرفع من معنويات شعبه، ويجعل من تلك المساعدات المتواترة بمثابة جرعات حصانة للداخل والخارج معا.

فنظرا الى إصرار رئيس الحكومة تمام سلام على مواجهة الإرهاب من موقع الدفاع وحفاظا على النأي بالنفس، قدّمت الولايات المتّحدة المساعدة لجيشه، ليكون جزءا من استراتيجية المواجهة الدولية للإرهاب ورافضا كل الجرائم الوحشية التي ترتكب في الشرق، وكانت هذه مرتكزات كلمة الرئيس سلام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فهذه الحكومة بقيادة سلام تسعى الى إعادة لبنان الى دوره المسالِم والطبيعي بين جيرانه، مدافعا عن نفسه لا مواجها خارج أرضه، مطالبا بحقّه بحرية شعبه، وقد عبّر سلام عن ذلك داعيا «أشقّاءه في العالم الى صونه وإبعاده عن صراعات المحاور ومدّه بأسباب القوة». فهل يتحوّل لبنان الى مركز ثقل في المنطقة؟ وأي وجهٍ سيظهر فيه لبنان في الأيام المقبلة؟ 

يثمّن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزيف المعلوف المساعدات الأميركية للبنان ويضعها في خانة الإهتمام الدولي قائلا «منذ فترة لم يحظَ لبنان بهذا الإهتمام الدولي، وبالتالي فإن العديد من المشكلات الداخلية يمكن أن تجد طريقها الى الحلّ». وفي ظلّ تمركز الإرهاب على الحدود والمداهمات في الداخل، يأسف المعلوف لـ «تجسّد ترسبات أعمال الحكومة السابقة وظهور نتائج الأزمة في الشرق الأوسط على صعيد سوريا والعراق وموضوع الإرهابيين، هذا ما جلب الويلات علينا، وعدم تنظيم المخيمات للنازحين». ورأى أنه «من الطبيعي أن يكون لبنان جزءاً لا يتجزأ من حملة التصدّي للعمل الإرهابي».

وهل تقديم لبنان بهذا الوجه المواجه للإرهاب من خلال المساعدات سينعكس إيجابا؟ لا يجد معلوف عملا أكثر سلبية من «تهديد الإرهابيين واختطافهم عددا من عناصر القوى الأمنية، لذا فإن هذه المواجهة حاصلة ومن الأفضل أن يكون التعاون قائما، للتصدي دفاعيا كما يقول الرئيس سلام». ويختم «المطلوب أيضا من المملكة العربية السعودية، إضافة الى المليار الذي قدّمته، أن تكون في جهوزية تامة لدعم اللبنانيين للتصدّي لهذه الظاهرة».

من جهته، يسأل عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري «هل نواجه الإرهاب أم لا؟» ويجيب بحسم «مواجهة الإرهاب ليست خيارا، فالإرهاب طرق أبوابنا من الداخل، وهذا لا يتناقض مع سياسة النأي بالنفس لأننا نواجه الإرهاب دفاعا، ولكن ليس من ضمن مهامنا أن نقاتل خارج الأراضي اللبنانية كما فعل غيرنا». ويضع حوري المساعدات الأميركية في خانة المساعدات الإماراتية قبلها، ويصنّف المساعدات قائلا «إنها مساعدات «ع النار» أي أنها مساعدات العجلة وليس فيها مساعدات حاسمة، بينما المساعدة الحاسمة هي هبة المليار دولار التي قدّمتها المملكة العربية السعودية والتي اتّخذت طريقها نحو التنفيذ، أما المساعدة الإستراتيجية فتلك البالغة 3 مليارات دولار والمقدّمة من خادم الحرمين الشريفين».

ويشدّد حوري على ان «لبنان ليس في موضع الإختيار، فمواجهة الإرهاب خيار وطني». ويلفت الى أن «المساعدات الأميركية ليست الحاسمة إنما ستحسّن إمكانيات الجيش اللبناني في هذه المرحلة، فالمسار يحتاج الى متابعة واستمرارية».