Site icon IMLebanon

لبنان.. بلاد تسرح وتمرح

 

ما يحدث في بلادنا له العجب، في بلاد «تسرح وتمرح» يدخل الإيرانيّون ويخرجون بدون ختم جوازات سفرهم، وفي بلاد تسرح وتمرح تفضي جريمة قتل إلى حرب تهجير بين عائلتين في «زيتا»، وفي بلاد تسرح وتمرح يتم تجنيس متهربين من عقوبات دوليّة ومشبوهين بمذكرات أنتربوليّة، وفي بلاد تسرح وتمرح يموت المواطنون بتبادل الرصاص على أفضليّة المرورعند تقاطع مرور في بلدة ما، وفي بلاد تسرح وتمرح تقتل طفلة إبنة أربع سنوات برصاصة طائشة في قلبها في خناقة زعران، وفي بلاد تسرح وتمرح يقتل مواطنون في «علقة» بين عائلتين مسلحتيْن، وفي بلاد تسرح وتمرح تقصف عشيرتيْن أحياء بعضهما بالمدفعيّة في اشتباكات محليّة!

 

نشكر الله أنّه في بلاد تسرح وتمرح لدينا وزير داخليّة ـ كان الله في عون نهاد المشنوق على هذه البلاد المفخورة ـ ينحو إلى اتّخاذ قرار بوقف العمل بقرار إلغاء أختام الإيرانيين في مطار بيروت، لأنّ قرارا كهذا لا يتّخذ على مستوىً إداري، بل يتّخذه مجلس الوزراء مجتمعاً» طبعاً باعتبار سمعة إيران الطّاهرة والمنزّهة عن الإرهاب، وباعتبار من «ينطّون» لزيارة السياج الحدودي من الخزعلي إلى فتحعلي، الميليشيات الشيعيّة الإيرانيّة المنتشرة من أفغانستان إلى باكستان إلى الحشد «الشيعي» في العراق سنجدهم في لبنان في بلاد «فوت خال.. الباب بلا غال»، سيتمّ إدخالهم بجوازات سفر إيرانيّة لا تختم لا دخولاً ولا خروجاً، ومن يدري ربما وصل إلى بلاد تسرح وتمرح إرهابيّو القاعدة المقيمون في إيران، وتتحوّل بلادنا، بلاد «تسرح وتمرح» منطلقاً لعمليّات إرهابيّة تغزو العالم في هذه اللحظة الإيرانية الحرجة!!

في بلاد «تسرح وتمرح» عطّلت تطبيق الخطّة الأمنيّة التي أقرّتها وزارة الداخليّة لتطبيق القانون في البقاع، وإعادته إلى كنف الدّولة، بالأمس عرفنا من عطّل تطبيق هذه الخطّة، بالأمس سمعنا في ريبورتاج إخباري وعلى ألسنة ممثلي العشائر في البقاع رفضاً للخطّة الأمنيّة، بعضهم سخر من الحديث عن إرسال خمسة عشر ألف جندي لبناني إلى البقاع في إطار «خطّة أمنيّة» بدلاً من خمسة عشر ألف وظيفة!!

واحدة من مآثر حزب الله الإيراني في هذه البلاد نشره فلتان السلاح وبؤر الخارجين عن القانون وتجارة المخدرات والكبتاغون والاستقواء على القوى الأمنيّة، كم ضابط وجندي سقطوا ضحايا في البقاع ثأراً لتاجر مخدرات أو مافيا سرقة سيارات، وواحدة من الحقائق التي باتت واضحة وضوح الشمس أنّ هذا حزب الله نفسه أعجز من أن يواجه العشائر المسلّحة، وأنّ الأمور كلّها خارج السيطرة، لذا يحرص أمين عام الحزب حسن نصر الله في إطلالاته التي يتحدّث فيها عن العشائر على وضع «الدولة» في مواجهة فلتان صنعه حزبه بفرعنته وغطرسته في هذه المناطق، يُدرك الحزب أنّه غير قادر على هذه المواجهة وأنّ الامور متى وصلت إلى ذقن العشائر سيمشي القتل «عن أبو جنب»، وأنّ كلمة «مقاومة.. ما بتنصرف فوق»!

في بلاد «تسرح وتمرح»، وطالما هناك تاجر مخدرات يخرج ليقول «لبيّك يا سيّد»، وطالما هناك حزب يستقوي بسلاحه على الدولة ويعمل جنديّاً عند الوليّ الفقيه، ويعتقد أن عليه إشعال الحروب في المنطقة لتسريع ظهور مهدي إيران، وطالما هناك طائفة تعتبر نفسها فوق القانون وترتكب جميع أنواع المخالفات تحت مسمّى «شعب المقاومة» نحن ذاهبون إلى ما هو «أدهى وأمرّ»، وللمناسبة، هذا السلاح له آخرة، وآخرته «وخمة» على من يحملونه ويستقوون به، تجربة سلاح الميليشيات اللبنانية كلّها مع اتفاق الطائف ووضع الحرب أوزارها، عبرة لمن يريد أن يعتبر، كلّ الطوائف انهزمت في نهاية الحرب اللبنانيّة، وعلى طريق الهزيمة هذا ستصل «الطائفة الشيعيّة» متى أزفت نهاية الاستقواء بالسلاح وتصحو من سكرة»شعب المقاومة» و»الوليّ الفقية» ولكن بعد فوات الأوان!