Site icon IMLebanon

لبنان مجددًا على السكة الصحيحة

 

4 كانون الأول يمحو 4 تشرين الثاني

 

اليوم 4 كانون الأول، يكون قد مرّ شهر بالتمام والكمال على 4 تشرين الثاني، ذاك السبت الذي تلا فيه رئيس الحكومة سعد الحريري بيان استقالته عبر تلفزيون العربية، وبعدها تلاحقت التطورات وصولاً الى يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني حين تلا من قصر بعبدا بيان التريث في تقديم الاستقالة.

بين بيان الاستقالة وبيان التريث ماذا سيكون بيان الثالثة ثابتة في ما سيصدر عن جلسة مجلس الوزراء المقررة غدًا؟

البيان سيكون السقف الذي يرضى به الرئيس سعد الحريري ليطوي فيه كتابَي الاستقالة والتريث، وفي حال وافقت عليه كل الأطراف، وهي ممثلة في الحكومة، فيكون في هذا الاسبوع أيضًا موعد جديد لجلسة مجلس الوزراء، بجدول اعمال عادي، بعد طول انتظار، خصوصًا ان البنود المنتظرة تراكمت بشكلٍ كبير.

الجلسة المرتقبة غدًا تأتي نتيجة نضوج التسوية، واستطرادًا خلاصة الاجتماع المطوّل الذي كان عُقِدَ في منزل الرئيس الحريري في باريس بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل، وخلص بعد ساعات الى وضع اللمسات الأخيرة على بيان التسوية، وبعد ذلك عاد الرئيس سعد الحريري الى بيروت.

 

ما لا يتيح عقد جلسة ثانية لمجلس الوزراء هذا الاسبوع هو ان مجموعة الدعم الدولية للبنان ستعقد اجتماعًا لها يوم الجمعة المقبل بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

الاجتماع كان مقررًا مطلع السنة الجديدة لكن الرئيس الفرنسي قرر جعل الموعد قريبًا لتثبيت الاستقرار في لبنان، وهو سينعقد على مستوى وزراء الخارجية للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالاضافة الى ألمانيا وايطاليا والأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، كما تحضر الاجتماعات منظمات الأمم المتحدة المعنية بأوضاع لبنان الاقتصادية والاجتماعية.

الاجتماع الذي هو على جانب كبير من الأهمية، قد يحضره الرئيس سعد الحريري ومعه الوزير جبران باسيل، ليشكل هذا الحضور المزيد من ترسيخ الاستقرار الداخلي وإعطاء جرعة دعم خارجية للبنان. ومن شأن هذا الاجتماع إعلان الثقة بلبنان وبتركيبته السياسية القائمة على التفاهم.

 

لكن في المقابل، هل من إمكانية لتفعيل الأوضاع الداخلية لجهة الاهتمام بالناس في ملفاتهم ومعيشتهم خصوصًا ان شهر الأعياد يستدعي أعلى درجات الاستقرار والارتياح؟

إنه التحدي الأكبر بالنسبة الى اللبنانيين وبالنسبة الى المسؤولين، ومن دون ذلك فإن التحدي سيبقى كبيرًا لأن الأزمة التي مرّ بها لبنان ليس بالبساطة الخروج منها من دون أكلاف على المستويات المعنوية والسياسية.