Site icon IMLebanon

لبنان معنيّ من بابيْ تصنيع الصواريخ الموجهة واليوم التالي لإنتهاء الحرب السورية

لبنان معنيّ من بابيْ تصنيع الصواريخ الموجهة واليوم التالي لإنتهاء الحرب السورية

الحدث الإيراني أعقب خطة عمل إستراتيجية أميركية – إسرائيلية للمواجهة

عودة الحديث عن مصانع للصواريخ  في لبنان يؤشّر إلى حجم أي استهداف إسرائيلي لهذه المصانع والبيئة الحاضنة لها

لا يخرج الحدث الإيراني عن سياقات التصعيد الإقليمي – الدولي في المنطقة، وهو الذي بدأ حراكا مطلبيا مغلّفا بانتفاضة اجتماعية أقرّت السلطات الحكومية بأحقيتها، ليتحوّل بإطراد الى مواجهة عنيفة بين التيارين الإصلاحي والأصولي على خلفية وراثة المرشد، قبل أن يتراجع الإثنان بعدما تيقّنا أن الغضب قد يبيتُ بين ليلة وضحاها خارج قدرتهما معا على إحتوائه، خصوصا مع تداخل العامل الداخلي بذلك الخارجي، والحضور الإعلامي للدول المصنفة إيرانيا شيطانية، كالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.

ولئن فاجأ الحدث الإيراني العواصم المعنية، وخصوصا العربية منها، تماما كما تفاجأت بحدّة أحداث العام 2009، لا يغفل أن اتفاقا أميركيا – إسرائيليا سبق هذا الحدث على تحديد أطر مواجهة إيران في المنطقة، وهو ما ترجمه توقيعهما ما سمّي خطة عمل استراتيجية في 12 كانون الأول 2017 إثر لقاءات مكثفة في البيت الابيض بين مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر ونظيره الإسرائيلي مائير بن شابات.

وتقوم استراتيجيا المواجهة، التي أريدَ لها أن تكون آلية تطبيق فاعلة لسياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه إيران التي أعلنها في 13 تشرين الأول، على أربع نقاط :

أ – خطوات ديبلوماسية ستتخذ كجزء من الاتفاق النووي الإيراني لمواصلة رصد إيران والتحقق من انها لا تنتهكه، الى جانب خطوات ديبلوماسية من خارج هذا الاتفاق لوضع مزيد من الضغوط على إيران.

ب – خطوات محتملة ممكنة لمكافحة النشاط الإيراني في المنطقة، وخصوصا في سوريا، الى جانب دعم حزب الله في لبنان وغيره من الجماعات المصنفة أميركيا إرهابية. وسيعالج الجانبان أيضا صوغ السياسة الأميركية – الإسرائيلية بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب الأهلية السورية.

جـ – مكافحة تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية و«مشروع الدقة» Precision Project  الذي يهدف إلى تصنيع الصواريخ الموجهة بدقة في سوريا ولبنان لمصلحة حزب الله، لاستخدامها ضد إسرائيل في أي حرب مستقبلية.

د – الإستعداد المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل لسيناريوات التصعيد المختلفة في المنطقة بشأن إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وحماس في غزة.

تظهر بنود الاستراتيجية الأميركية – الإسرائيلية أن لبنان معنيّ بخطة المواجهة مع إيران، من باب اعتبار حزب الله أداة رئيسية في المشروع التوسعي الإيراني، الأمر الذي ينذر بمخاطر حادقة متى بدأت واشنطن وتل أبيب تطبيق خطة المواجهة.

اللافت، العودة الى الحديث عن مصانع للصواريخ في لبنان، بما يؤشر الى حجم أي استهداف إسرائيلي لهذه المصانع وللبيئة الحاضنة.

وكانت تقارير غربية تحدثت عن أن إنشاء هذه المصانع جاء بعد الهجمات الإسرائيلية على مصنع للأسلحة في السودان عام 2012، وقصف طرق الإمداد عبر سوريا من ايران، وأن الحرس الثوري الإيراني بنى مصنعين في كل من محافظة الهرمل لتصنيع صواريخ سطح – أرض من طراز فاتح 110 يصل مداها إلى 300 كيلومتر مع رأس حربي يزن 400 كيلوغرام، وفي المنطقة الساحلية بين صيدا وصور، والمقصود على الأرجح منطقة الزهراني.

وحظيت هذ التقارير بمساحة إعلامية واسعة في تل أبيب، وروّجت لها بعثاتها الديبلوماسية في عدد من عواصم القرار.

أما إشارة خطة العمل الاستراتيجية الى ضرورة التحضير لليوم التالي لانتهاء الحرب السورية، فتحمل في طيّاتها بذور برنامج مشترك أميركي – إسرائيلي يلاقي ليس فقط هزيمة التنظيمات الإرهابية، بل الأهم موقع إيران في المعادلة السورية الجديدة، وما تسعى إليه من تكريس للكسب السياسي (حضورها وتأثيرها في سوريا الجديدة) والاقتصادي (عقود إعادة الإعمار) والاستراتيجي (اكتمال ما يسمى الهلال الذي يربط طهران بساحل المتوسّط عبر بغداد فدمشق ثم بيروت).