لبنان في خطر !
هذه المرة يأتي التحذير من جهة الاختصاص، وليس من مصادر الاتجار بالسياسة والسياسيين المحترفين. ومَن يطلق التحذير اليوم هو الجهة المتخصصة بقراءة الحقائق المعلنة بعمق استراتيجي، وبمعرفة الحقائق الخفية بمنهجية احترافية. وجاء هذا التحذير في شكل مقال كتبه اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام تحت عنوان حماية الجمهورية مجلة الأمن العام عدد أيار ٢٠١٦. وهو يختلف في مضمونه وتوقيت نشره عن كل ما سبق، أو عن معظمه على الأقل.
الخطر الذي يهدد لبنان هو في الواقع خطران. أولهما، خطر قاري يهدد بتغيير يشمل قارات بكاملها، ولبنان جزء جغرافي منها. والثاني، خطر ينبع من الداخل اللبناني يهدد بالتحول الى وباء مدمر. توقف مقال حماية الجمهورية عند نذيرين بالخطر: الأول ما قاله مايكل هايدن الرئيس السابق ل سي اي ايه من ان الشرق الاوسط يتعرض الى تغييرات تكتونية، أو ما يعرف في علم الجيولوجيا بتحرك صفائح الطبقة الأرضية ويهدد بتغيير شكل القارات جغرافياً، والمقصود بهذا الكلام التغييرات القارية السياسية أيضاً!
النذير الثاني ورد على لسان وزير يوناني قال إن بلاده لا تريد أن تتحول الى لبنان أوروبا! والاشارة هنا مزدوجة المعنى، ذلك ان المنطقة العربية تحترق بلهيب الحروب. ومن لم يسقط في جحيمها مثل لبنان، فإنه يغرق بطوفان اللجوء والنزوح! واذا كانت الحروب قد حذفت من الوجود أو كادت دولة عربية مثل ليبيا، وتكاد أن تحذف دولتين عربيتين مثل العراق وسوريا، وثالثة على الطريق مثل اليمن، فإن الخطر الذي يهدد لبنان هو فقدان الترابط على حد التعبير الذي استعمله مايكل هايدن!
يبالغ السياسيون اللبنانيون في اطراء الأمن اللبناني ومؤسساته الجيش وقوى الامن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، وتضخم دوره، كأنما لاعفاء أنفسهم من أي دور في حماية الوطن وأمنه. اللواء عباس ابراهيم، ومن موقع المسؤولية الذي يشغله، فإن ابرة بوصلته لا تخطئ الاتجاه الى مصادر الاخطار. ومنها اولا، ان القوى الامنية لن تتمكن من متابعة مهمتها بنجاح وفعالية اذا لم تستقر الحياة السياسية على رؤية وطنية جامعة…، وأحد المخاطر الداهمة يأتي من وراء الخط الأزرق حيث جيش العدو يستعد ل حرب مقبلة. والخطر الآخر المصيري يأتي من وراء الحدود الشمالية والشرقية حيث العدو التكفيري ينتشر كالوباء ويهدد الأمة والقارة العربية كلها!
لبنان في خطر… فليقرأ من بيدهم الأمر، وصفة عباس ابراهيم ل حماية الجمهورية!