الحرب التي اعلنها التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بقيادة واشنطن والتي تمثلت بطلعات جوية استهدفت بعض مقرات ومواقع «داعش» تعتبر اول الرقص مع الذئاب، وانها ستطول لسنوات وفق تصريحات القيادات الغربية، لعدم وجود قوات برية في الميدان لتترجم الضربات ضدّ «داعش»، تحرير مناطق تسيطر عليها الفصائل التكفيرية في سوريا في وقت يختلف فيه الوضع في العراق على حدّ قول اوساط مواكبة للمجريات العسكرية، حيث اثمرت الضربات الجوية ضد مواقع التكفيريين كسباً ميدانياً لوجود قوات البشمركة والجيش العراقي الذي اعيد تنظيمه وقوات العشائر على المسرح العسكري ما ادى الى استعادة سدود مائية كسد الموصل وغيره من السدود في ديالى وتقدم الجيش العراقي و القوات الكردية في كثير من المناطق التي كان يسيطر عليها «داعش».
ولعل المكسب الوحيد الذي تحقق بفعل الطلعات الجوية التي استهدفت التكفيريين في سوريا، هو تجفيف مصادر تمويل «داعش» تضيف الاوساط من خلال ضرب ابار البترول التي كان يستثمرها «داعش» والتي قدرت عائداتها بـ 3 ملايين دولار يوميا، ما مكن التنظيم من الاستقلالية حيث بات يشكل اغنى التنظيمات الارهابية عبر التاريخ من حيث المدخول المالي، الا ان اضعافه مالياً لا يغيّر كثيراً في الواقع الميداني في ظل غياب قوات عسكرية في المواجهة لتحرير المناطق السورية التي يحكمها الارهاب حيث نجح «داعش» في كسر الحدود التي رسمها اتفاق سايكس – بيكو وسيطر على منطقة شاسعة تمتد من الرقة حتى الموصل.
وتقول الاوساط ان ما يؤكد الكلام عن ان الحرب لا تزال في مرحلة جس النبض عدم وضوح الصورة لدى واشنطن وغياب البديل الذي تسعىِ الى تكوينه، على صعيد اعادة ترسيم حدود الفيدراليات في سوريا، اضافة الى عم جهوزية القوة العسكرية التي تعمل على تدريبها في بلدان عربية كالاردن والسعودية حيث لم تخف الادارة الاميركية حاجتها الى 15 الف مقاتل من المعارضة السورية لتحرير المناطق التي استهدفتها الغارات الجوية للتحالف العربي – الغربي ولحين ذلك سيبقى القصف الجوي عديم النتائج، خصوصاً وان معظم قيادات «داعش» لجأ الى اماكن سورية بعيدة عن عيون الاقمار الاصطناعية.
وتشير الاوساط الى ان الساحة المحلية الرخوة ستكون اكثر من يتأثر بالمجريات في سوريا والعراق في ظل الفراغ الذي ضرب الموقع الاول في الدولة ولعل ما يقلق الجميع ان ترد التنظيمات التكفيرية في لبنان، في ظل وجود المخيمات السورية وبعض البؤر الحاضنة «لداعش والنصرة» والمدعومة من بعض رجال الدين المتطرفين الذين باتوا مكشوفين لدى الجميع ويعملون على التحريض ضد المؤسسة العسكرية وبقية الاجهزة اللبنانية في ظل صمت مريب لدى بعض السياسيين اللبنانيين، في وقت اصبح فيه اللبنانيون جميعا في قبضة «داعش»و«النصرة» بعد اختطاف العسكريين في معركة عرسال واستعمالهم ورقة ضغط ضد السلطة اللبنانية، حيث يشهد البلد حالة من الغليان تتمثل بقطع الطرقات في القلمون وضهر البيدر وغيرها من المناطق من قبل اهالي المخطوفين بناء على مطالب التكفيريين الذين هددوا بذبح العسكرين واحداً بعد الآخر اذا لم يلب الاهالي مطالبهم، ولعل اخطر ما في المسألة سواء تمت عملية المقايضة وفق موقف النائب وليد جنبلاط بمساجين اسلاميين ام لم تتم فان المحصلة تشير الى ان طرفي التكفير «داعش و النصرة» باتاً لاعباً على الحلبة المحلية يحسب له الف حساب وهنا تكمن الكارثة.