من استمع الى بيان «التكتل والتغيير» في اجتماعه الاسبوعي الذي تلاه النائب ابراهيم كنعان افترض أنّ هذا ليس في لبنان بل في سويسرا، وكأنّ لبنان ليس فيه مليونان من النازحين السوريين، ولا إسرائيل على حدودنا تتهددنا كل يوم… ولا الأحداث الهائلة في سوريا، ولا ما يجري في العراق… باختصار كأنّ لبنان في جزيرة نائية…
يطلب كنعان الإحتكام الى الشعب.. بهدوء وبساطة نسأل: كيف يمكن الإحتكام الى الشعب في هذه الأجواء؟ هل لديه خلطة سحرية لا يعرفها الآخرون؟
النقطة الثانية في بيان التكتل فيها مطالبة المجلس الدستوري أن يقوم بواجباته غير آبه بالضغوط التي يمكن أن تمارس عليه.
المجلس الدستوري أعلى سلطة دستورية… والطلب بعدم التدخل فيه هو بحد ذاته تدخل فيه وضغط معنوي عليه.
والقضاة الكبار وأعضاء المجلس هل هم في حاجة الى النائب ابراهيم كنعان ليذكرهم بسلوكهم وبواجباتهم؟!
وتحفة التحف عندما ينتقد كنعان التعديل السلبي للمادة 49 ما منع من تداول السلطة كما حصل مع الرئيسين الياس الهراوي واميل لحود (التمديد لهما)، لا يوجد إنسان في لبنان وخارجه إلاّ ويعلم أنّ التعديلين الـمُشار إليهما كانا بناء على الطلب السوري، ولو كان التكتل ورئيسه ميشال عون لا يتحالف مع الذين منعوا تداول السلطة… ومع حليفهم «حزب الله»!
ربما كان التكتل يعتمد على ضعف ذاكرة اللبنانيين، وأنّ عهد الوصاية كان عظيماً وفيه إنجازات كبرى.
كفى هرطقة وضحكاً على عقول اللبنانيين، وقليلاً من التواضع، وقليلاً من العقلانية.
أجل! كفى مزايدات، وكفى شعارات جميلة مثل «الإحتكام الى الشعب» ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
لقد أشرنا أعلاه الى جزء مما يعانيه لبنان وشعبه، أما الجزء الأهم فهو تعذّر إجراء انتخابات يشترك فيها شقيقان أحدهما يملك السلاح والثاني أعزل منه؟!
ع. ك