ليس بين الوقائع السياسيّة والديبلوماسيّة المتداولة حول الفراغ الرئاسي في لبنان، وفراغ الحلول في ساحات الوغى العربيّة، ما يمكن مقارنته بما يملك الرئيس نبيه بري من معطيات وحقائق ورؤى.
هذا ما يلمسه زائرو عين التينة من كبار المسؤولين اللبنانيّين، إلى الديبلوماسيّين المعتمدين في بيروت، إلى بعض الصحافيّين والأصدقاء.
صحيح أن البلد يعيش حالاً من الجنون السياسي غير المبرَّر وغير المسبوق، مما ينعكس سوءاً وضرراً وخطراً على الوضع الأمني كما الوضع الاقتصادي، إلا أن مجرّد مقارنة الوضع اللبناني في حاله الراهنة بالأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا يُظهر للبنانيّين وللأشقاء كما للأصدقاء الفارق الشاسع بين لبنان والبلدان السالفة الذكر.
لكن هذا ليس كل شيء. ولا كل ما يجعل هذا البلد متميّزاً عما حوله وحواليه على رغم كل ما يُذاع ويُشاع ويملأ الأسماع. بل إن واقع الحال في الداخل والخارج هو ما يجعل رئيس المجلس واثقاً من أن التطوّرات ستصبُّ نتائجها الإيجابيّة في خانة لبنان.
وتأكيداً لذلك، ولاطمئنانه إلى الأمن والاستقرار، طلب من الوزير نهاد المشنوق، الذي يُعتبر أنه أثبت نجاحه وجدارته، دعوة إخواننا في السعوديّة والخليج لتمضية فصل الصيف في لبنان.
من عاداتي عندما يطرق القلق باب الوضع اللبناني أن أحمل حالي وأقصد باب عين التينة، حيث أجد لكل سؤال جواباً، وحيث أسمع عادة ما يعيد إليّ توازن النظرة وإعادة قراءة ما بين السطور. وهذا ما حصل.
لقد رسخ في اعتقادي أن لبنان ليس مسرعاً أو مهرولاً إلى الهاوية، وإن يكن زنّار النار يسوّره حتى من جهة البحر الأبيض المتوسّط. وليس متروكاً.
وهذا ما كانت قارئة الفنجان قد أكّدته لي في ليلة مقمرة. وهذا ما سمعته بأسلوب ديبلوماسي من الرجل الذي يحفر جبل المستحيل كما جبل الصبر بإبرة.
أما بالنسبة إلى التفاصيل، فلا بدّ من الاختصار والإيجاز. نجاحان لا بدّ من انتظار تحقيقهما… نسبيّاً على الأقل: الاتفاق النووي الإيراني، واتفاق جنيف اليمني.
فكما لا بدّ أن يؤخذ في الاعتبار دور إيران في بعض المنطقة، ولبنان مع هذا البعض، كذلك من تحصيل الحاصل أن يُحسب حساب المملكة العربيّة السعوديّة، ودورها الإيجابي الفعّال في صون أمن المنطقة وتوفير الأجواء الملائمة لانتخاب رئيس جديد في لبنان.
من هنا كان التركيز زمنيّاً على نهايات حزيران وبدايات تموز.