IMLebanon

لبنان يحرقُه قادته

هل صحيح ما يجري؟

هل هناك عودة، عند أفرقائه، عن وحدة الكيان.

أم ان هناك نزوعاً الى تصغير الوطن، بدلاً من تكبيره!

قبل أكثر من عشر سنوات، كان الرئيس نبيه بري في فرنسا. زار يومئذ مجلس النواب، حضر من منصّة الشرف، حفلة أسئلة وأجوبة بين النواب المعارضين والموالين، في الجمعية الوطنية الفرنسية.

في نهاية الحفلة بادره مرافقوه بأن وهرته على النواب، تجعل الحوار في ساحة النجمة، أكثر رهبة وانضباطاً، مما شاهدوه في الجمعية الوطنية الفرنسية.

بعد ذلك، زار بري قصر فرساي، حيث صنع اللبنانيون برئاسة البطريرك الحويك لبنان الكبير على أنقاض لبنان الصغير.

بعد سنوات عديدة، وقبل مغادرته قصر الأليزيه استدعى الجنرال ديغول وزيره الأول جورج بومبيدو، وطلب اليه تقديم استقالة حكومته.

وبعد بضعة أشهر، قدّم الرئيس ديغول استقالته، وسلّم الأمانة الى بومبيدو، وشرح له أسباب طلب استقالته سابقاً.

أنا اختلفت مع الطلبة، وقالوا لي لا، والآن جاء دورك.

هل تتكرر اللعبة الآن في غياب رئيس الدولة لمدة عامين؟

هل تتكرر اللعبة الآن؟

عندما تسلّم الرئيس الحريري رئاسة الحكومة واجه صراخاً من رؤساء بلديات العاصمة، تطالب بتقليص صلاحيات محافظ مدينة بيروت.

إلاّ أنه بعد مدة، اجتمع اليه الرئيس صائب سلام، وأبلغه ان صلاحيات المحافظ، موضوع ميثاقي، أعطي للطائفة الأرثوذكسية، مقابل اعطاء الرئاسة الأولى للموارنة، والثانية للطائفة الشيعية والثالثة للطائفة السنيّة.

ومن يومها ضبّ الرئيس الشهيد الموضوع في جاروره.

هل يدرك الوزراء الآن، انهم يلعبون بالنار، عندما يحاولون الاستيلاء على مواقع وزارية مسيحية لصالح عناصر اسلامية؟

من يومها أعلن الرئيس الشهيد، شعار المناصفة في عضوية مجلس بلدية بيروت.

في العام ١٩٩٨، زار وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وطلب منه تسمية مرشح شيعي لعضوية مجلس ينتخبه مجلس النواب من الطائفة المسيحية.

وعندما أعطاهم رئيس البرلمان اسماً مسيحياً، بادروه بأنه ليس شيعياً، فما كان منه إلاّ القول ان الذي اختاره هو لبناني، وهذه مرضاة وطنية لا طائفية.

هل تغيّرت الظروف الآن، وماذا يفعل الوزراء، هل يغرِّدون في أجواء طائفية، أم ان لعبة المصالح والصداقات تجعلهم يلعبون في مستقبل البلد؟

هنا تكمن عقدة الخوف!!

فهل يحرق لبنان قادته، أم يلهون حيث لا مكان للعبث بمستقبل الوطن.