IMLebanon

لبنان يعيش وقتاً ضائعاً وتخوّف من عودة التفجيرات

ترتدي المرحلة الراهنة اهمية خاصة على ضوء المواقف السياسية الحادة والتي تفاعلت في الأيام القليلة الماضية والمرشّحة للتصعيد بشكل أكثر حدة في الايام المقبلة وفي ظل ما ينقل عن عواصم غربية من خلال سفراء وأقنية ديبلوماسية متعددة، بما معناه ان لبنان وبحسب اوساط مطلعة، سيجتاز في الاشهر القليلة المقبلة مصاعب جمّة لا تخلو من الخطورة في ضوء ما يُحكى عن معارك على الحدود اللبنانية ـ السورية، وايضاً تنامي الخلافات الداخلية على خلفية حرب اليمن التي كان وقعها على الساحة المحلية بشكل يضاهي الانعكاسات التي يتلقفها جراء الحرب السورية، وهذا ما تبدى عبر الخطابات والمساجلات والردود والردود المضادة، ما يترك تساؤلات حول ماهية ما ستصل اليه الأوضاع خصوصاً وان لبنان لم يعد الاولوية لدى المجتمع الدولي حيث هنالك حروب من سوريا الى اليمن وليبيا والعراق والعيون شاخصة باتجاهها من قبل عواصم القرار، بل ينحصر التعاطي مع المسألة اللبنانية في سياق السعي لدعم استقراره، ودون ذلك لا توجد اي مؤشرات تصبّ في خانة سعي حقيقي من قبل هذه العواصم لانتخاب رئىس للجمهورية واجراء تسوية تؤدي الى مصالحة وطنية بين الافرقاء المتخاصمين عبر ضغوطات على المحاور الاقليمية المعنية بالملف اللبناني.

واشارت الاوساط الى ان لبنان يعيش وقتاً ضائعاً في غمرة الاهتمام الدولي بالملفات المشتعلة في المنطقة والمخاوف هنا تكمن في هذا الفراغ السياسي والأمني والديبلوماسي والخلافات المحلية، من ان تنعكس هذه العناوين مجتمعة على الساحة اللبنانية عبر عودة مسلسل الاغتيالات السياسية والتفجيرات، وهذه ليست مخاوف او استنتاجات وانما ثمة من لديه معطيات واجواء لا تبشّر بالخير، الامر الذي يتبدّى من خلال ما تقدم عليه بعض الزعامات والقيادات السياسية عبر اتخاذ تدابير احترازية واجراءات امنية مشددة لانه غالباً في هذا الوقت الضائع تحصل اغتيالات وقد اصبح لدى بعض المعنيين خبرة في هذا الشأن من خلال قراءتهم السياسية وتجاربهم مع محاور اقليمية، ما جعلهم يعتمدون هذه الاجراءات.

وتعتقد الأوساط المذكورة ان هنالك تأخيراً في انجاز الملفات الاستحقاقية في لبنان، كذلك حسم الحروب المستعرة في المنطقة، وذلك مردّه جملة معطيات وعناوين سياسية واستحقاقية وغيرها، وخصوصاً ان معركة الانتخابات الرئاسية الاميركية ستنطلق العام المقبل وحملاتها بدأت تنطلق في الولايات الاميركية، وصولاً الى ترقب مسألة التوقيع على الملف النووي الايراني آخر حزيران المقبل والتساؤلات حول المفاعيل السرية لهذا الاتفاق او انه سيشهد خواتيمه السعيدة، اي هنالك جملة عناوين يجب التوقف عندها وعلى ضوئها تنجلي الصورة في لبنان ان على الصعيد السياسي او الأمني ومن ثم الانتخابات الرئاسية والتي تبدو في غياهب الانتظار في هذه الظروف التي تبدو انها غير مؤاتية لانتخاب رئيس للجمهورية اذ معظم اللقاءات التي تحصل هنا وهناك، الى المواقف السياسية التي تطلق وتحضّ على انتخاب الرئىس انما كل ذلك يصبّ في خانة الضغوطات على المعنيين بالملف اللبناني، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود وسط العواصف العاتية التي تجتاح المنطقة وفي خضمّ التحوّلات والمتغيّرات والانقسامات العامودية بين الافرقاء السياسيين والتي يبدو ان منسوبها الى ارتفاع ربطاً بحرب اليمن وسوريا حيث لا أفق لما يحصل باستثناء ان الجميع على موجة واحدة اي حروب المنطقة طويلة وذاهبة الى التفتيت والتقسيم.