Site icon IMLebanon

لبنان بحاجة الى: تعزيز الدستور ونصوص القانون

أسبوعٌ آخر من الأسابيع العصيبة سيمرُّ على لبنان.

لا جلسة لمجلس الوزراء.

لا دورة إستثنائية لمجلس النواب.

لا رئيس جمهورية.

الإستحقاقات تتراكم، والتحديات تتضاعف وكلٌّ يغني على معركته.

المعركة الأبرز، تلك التي فتحها رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وعنوانها:

لا جلسة لمجلس الوزراء إلا إذا كان بندها الأول تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش.

ما هي حظوظ هذه المعركة من النجاح؟

وما هي البدائل؟

إستراتيجية المعارك والفوز فيها يعتمد على التوقيت الصحيح، فهل نجح العماد عون في اختيار التوقيت؟

تننتهي مدة قائد الجيش العماد جان قهوجي في أيلول المقبل أي بعد أكثر من ثلاثة أشهر، فما هي الحِجَّة التي ستُعطى له للقول له إذهَب إلى بيتك الآن؟

ثم ماذا لو طُرِح إسم العميد شامل روكز في مجلس الوزراء ولم يحصل على التوافق، فكيف سيؤثِّر هذا الأمر على معنوياته، وتالياً ماذا لو طُرح أكثر من إسم وجرى اختيار غير العميد شامل روكز فهل يقبل العماد ميشال عون بغير إسم العميد روكز قائداً للجيش في هذه الحال؟

المعروف أنَّ هناك عشرات العمداء من الموارنة الذين يحقُّ لهم أن يتسلَّموا هذا الموقع، فلماذا حرق المراحل والوقت والقفز فوق الأشهر الثلاثة المتبقية؟

هل انتهت معركة عرسال؟

هل استقر الأمن في كلِّ الربوع اللبنانية؟

هل أُنجِزَت كل الملفات ولم يتبقَّ منها سوى تعيين قائد جديد للجيش؟

***

هذه التساؤلات والهواجس والمخاوف لم تغب عن بال المعنيين، من رئيس الحكومة إلى رئيس مجلس النواب إلى الأَقطاب السياسية التي ترى في التعطيل مهلكة للبلد.

ففي اعتقاد الرئيس تمام سلام أنَّ فاتورة التعطيل صارت اليوم أكبر من أن يتحملها لبنان معتبراً أنَّه من المُلِح إقرار بعض القوانين الضرورية، كما أنَّ الإتفاقيات مع منظمات دولية تضغط علينا لإقرارها والا تضيع علينا، ودفع مستحقات الدولة والرواتب للموظفين والإنفاق العام على المشاريع والتنمية وسوى ذلك. وإذا تأخَّر إقرار كل هذا سيقع ضرر كبير علينا جميعاً.

مجمل ما يُحذِّر منه الرئيس سلام أنَّ العلاج لا يكون لا بالشلل ولا بالتعطيل، فهذان الأسلوبان اختبرهما اللبنانيون ولم يجنوا منهما سوى الويلات، فالتعطيل قد يمارسه فريق أو طائفة لكنَّ أضراره تقع على الجميع بما فيهم هذا الفريق أو هذه الطائفة، خصوصاً أنَّه بات من باب التكرار الممل أن لا مخرج من الوضع القائم سوى أولوية إنتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، وعندها تُعالَج كلُّ الملفات الأخرى.

***

إذاً، الأولويات هي:

إنتخاب رئيس جديد للجمهورية… والبقية تأتي، خصوصاً أنَّ منصب قائد الجيش ليس شاغراً، فلنملأ الشغور أولاً ثم نبحث في سائر القضايا تمهيداً لِما سيشغَر لاحقاً…

***

إنطلاقاً من هذه المعطيات فإنَّ هذا الأسبوع قد يكون تأريخاً لبداية الشلل، صحيح أنَّ الرئيس سلام قد يستطيع الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء حتى لو قاطع وزيرا التيار وتضامن معهما وزيرا حزب الله ووزير المردة ووزير الطاشناق، لكنه لن يُخاطِر بالتحدي وسيُبقي قنوات التواصل قائمة. لأنَّه يُدرِك أنَّه في نهاية المطاف فإنَّ عملية الكباش لن توصِل إلى أيِّ نتيجة. أما مَن يريد تعزيز وضعه فحبَّذا لو يستمع إلى النصيحة التي أدلى بها وزير الداخلية نهاد المشنوق، وهي أنَّ ليس هناك من مراكز تحتاج إلى تعزيز بل هناك دستور ونصوص قانونية تحتاج إلى تعزيز. فهل يستمع الحريصون على الدستور وعلى القوانين؟