IMLebanon

لبنان على كفّ عفريت وقيادات الحراك سيرة الصورة!!

اذا كان هدف الحراك المدني، الضغط لانتاج طبقة سياسية جديدة، تعمل على ايجاد دولة جديدة، تقوم على ركائز ثلاث، تكوّن في نهاية الامر الوطن الحلم، هي اولا، قضاء نزيه ومستقل وشجاع، ثانيا، احترام مطلق للدستور والقوانين، ثالثا الاعتماد فقط على جيش وقوى امنية وطنية شرعية، فان الحراك بالتأكيد قد اضاع البوصلة واخطأ الهدف، وغرق في تحركات ومطالب ومتاهات، لا يمكن ان تؤدي الا الى الفوضى، او الى اعادة احياء هذه الطبقة السياسية الحاكمة، لانه يصح بالحراك المدني الشعبي، ما قاله السيد المسيح يوما: مرتا….مرتا. تهتمين بامور كثيرة والمطلوب واحد.

المطلوب الملح حاليا هو جرف النفايات وكنسها من الشوارع والازقة والساحات، وحملها سريعا الى المطامر الصحية وليس الى المكبات، قبل هطول الامطار وتحولها الى انبعاثات سامة وقاتلة، سوف تطول جميع اللبنانيين، بمن فيهم شباب الحراك المدني وعائلاتهم، ومن غير المسموح التلهي الان بمحاسبة من كان مسؤولا عن معالجة ملف النفايات، او غيره مع الملفات الاخرى، لان دورها آت لا محالة في التوقيت الملائم، لان شباب الحراك المدني، على ما يظهر، غافلون عن المندسين في صفوفهم، وعن اهدافهم الحقيقية، التي تبدأ بخدمة اهداف «داعش» في اثارة النعرات الطائفية بين اللبنانيين بلغة الشتم والسباب وكتابة العبارات المسيئة لهذا المذهب او ذاك، ولا تنتهي بتكوين اجواء من العنف، تتسبب باعمال سرقة ونهب واعتداءات على المحال والمصارف والمدارس، والمؤسسات العامة والخاصة بما فيها مطار رفيق الحريري الدولي، ولكن الادهى من كل ما سبق، ان قياديي الحراك الشعبي الذين تجاوز عددهم عدة دزينات لا يعيرون انتباههم الى وجع اصحاب المؤسسات في الوسط التجاري ولا الى تشريد المئات من العمال والموظفين بعد اقفال العديد من هذه المؤسسات ولا الى تحذير الصناعيين والقطاع الزراعي والخدماتي عن اوضاعهم المزرية، ولا الى الاجراس التي يقرعها المسؤولون في لبنان والعالم، وتنذر بأن مؤسسات التصنيف الدولية وفي شكل خاص «ستاندرد اند بورز» في طريقها الى خفض تصنيف لبنان من «مستقرّ الى سلبي» وهي الدرجة التي تفتح الباب على تصنيف لبنان بأنه اصبح دولة فاشلة في حين ان النمو في لبنان هذا العام يرتاح سعيدا في خانة الصفر، فهل يمكن بعد كشف هذه الصورة البشعة عن الاوضاع التعيسة، ان يعتبر الحراك الشعبي ان دفع وزير البيئة الى الاستقالة او اقتحام اي مكان عام او الصراخ امام كاميرات التلفزيون «المتلهّفة» على «سكوب» واقدام انسان على شتم هذا السياسي او ذاك، او المطالبة بإسقاط النظام او كبّ النفايات امام هذه الوزارة او تلك يمكن ان تؤمن نجاح تحركهم؟

لو حصرتم همّكم بانتخاب رئيس للجمهورية، كنتم ادّيتم قسطكم للعلى على اكمل وجه.