Site icon IMLebanon

لبنان يدفع الثمن عن إيران بعد انسحابها من الردّ

 

 

 

لا يمكن فصل المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، عن حرب النفوذ  بين إسرائيل وايران في المنطقة، مهما اتخذت من شعارات التضامن مع الشعب الفلسطيني، او مشاغلة الجيش الاسرائيلي، بعدما ظهر جلياً أن اشعال هذه المواجهة، كان بناءً لأوامر مباشرة من النظام الايراني، لاظهار مدى تأثيره في التحكم بالقضية الفلسطينية،  وتاكيدا لدوره ونفوذه في الاقليم.

أتت الزيارات المتسارعة والمتتالية لوزير الخارجية الايراني السابق عبد الاميراللهيان إلى لبنان، فور عملية طوفان الأقصى، وبدون دعوات رسمية او وفق جدول اعمال متفق عليه  مسبقا مع وزارة الخارجية اللبنانية،كما يحدث بين الدول عادة ، وتركيز  لقاءاته مع حزب الله، والمواقف التحذيرية التي اطلقها ضد اجتياح إسرائيل لقطاع غزّة، لتؤكد مدى انخراط بلاده المباشر، في اشعال جبهة الجنوب اللبناني.

 

تزايد التصعيد السياسي والعسكري مؤخرا، بعد قيام إسرائيل باغتيال  رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران، والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت ، وتوالت التهديدات الايرانية  مع حزب الله بالرد على إسرائيل من دون تحديد كيفية هذا الرد، بالتزامن مع تسخين ملحوظ جنوبا، وتحضيرات تنذر بتوسعة المواجهة الى حرب شاملة تطال مناطق واهداف بعيدة عن خط المواجهة العسكرية على طول الحدود اللبنانية الجنوبية .

ولكن بعد مرور اسابيع معدودة على اغتيال هنية وشكر، تراجعت التهديدات الايرانية بالرد على إسرائيل  على هذين الاغتيالين بالتدرج، إلى ان بلغت حدود الوعد بالرد، بذريعة عدم التأثير سلباً على الاجتماع المخصص لوقف اطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في قطر الاسبوع الماضي، وإبقاء قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة الأميركية مفتوحة، ما يعني ترحيل الرد الإيراني الموعود الى اجل غير مسمى، فيما لوحظ بوضوح حصر الرد على إسرائيل بحزب الله من جبهة الجنوب.

كانت المرة الوحيدة التي ردت فيها ايران على إسرائيل، عندما تم استهداف مقر القنصلية الايرانية في دمشق منذ اشهر وقتل العديد من المسؤولين والمستشارين العسكريين الإيرانيين فيها، ولكن لوحظ ان الرد الإيراني لم يسفر عن سقوط ضحايا في  الجانب الاسرائيلي .

هذه الأيام، تزداد مؤشرات توسع المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الى حرب واسعة على خلفية اغتيال شكر وهنية، وتعثر اجتماع وقف اطلاق النار  في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، والذي يعقد بزخم اميركي لانجاحه كما تروج واشنطن على لسان مسؤوليها الكبار بذلك، بالتزامن مع تجاوز حدود المواجهة التقليدية بين الحزب وإسرائيل، الى مناطق بعيدة عن الحدود ما يؤشر إلى انتقال المواجهة إلى مرحلة جديدة بالصراع الدائر، يخشى معه ان يدفع لبنان لوحده اثمانها الباهظة ، من أبنائه  وارضه واقتصاده  نيابة عن ايران هذه المرة ايضا.