يُلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢١ أيلول الجاري في نيويورك. وتفتتح الجمعية اعمالها على مستوى رؤساء الدول في ١٩ الجاري، وستكون فرصة للقاءات دولية وعربية وإقليمية تبحث فيها المواضيع التي تحتل الصدارة في الإهتمام العالمي، والقضايا ذات الأولوية الدولية.
وتفيد مصادر ديبلوماسية، أن كلمة لبنان ستتضمن شرحاً للتطورات الداخلية منذ حصول الإنتخابات الرئاسية في تشرين الأول الماضي، وتشكيل حكومة، والتوصل إلى قانون جديد للإنتخابات النيابية ودور القوى الأمنية في مكافحة الإرهاب، وضرورة دعم لبنان في إستكمال تحرير أرضه من الإحتلال الإسرائيلي، وإلتزام لبنان القرارات الدولية.
كما سيطلب لبنان، أن يصبح مركزاً لحوار الحضارات والأديان، وإن تصبح القرارات الدولية أكثر إحتراماً لناحية إسرائيل وذلك في مجال موضوع إصلاح الأمم المتحدة. وسيعلن أمام الجمعية أن لبنان أخرج «داعش» من جروده الشرقية، وأن الجيش اللبناني بات موجوداً على الحدود مع سوريا. ويطالب أيضاً بحماية الأقليات في الشرق الأوسط، واستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وفقاً للمبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية ذات الصلة.
وسيحيط لبنان المجتمع الدولي علماً بأنه يعمل على مشاريع عدة في المجال التنموي الإقتصادي لتقديمها إلى الدول المانحة. وسيطلب الدعم لموقفه المتعلّق بالعودة الآمنة للنازحين السوريين على اراضيه إلى بلادهم، وضرورة دعم لبنان لإيوائهم بعدما فاق الأمر قدرته على تحمّل الأعباء الإقتصادية والإنسانية والسياسية والامنية. وسيؤكد على سياسة تحييد لبنان عن الأزمة السورية، باستثناء ما يهمه من ضرورة اعادتهم ومساهمة المجتمع الدولي في ذلك، لا سيما وأن هناك مدناً ومناطق باتت آمنة وأن «داعش» حصر في مناطق محددة، وأن المناطق المنخفضة التوتر قائمة. وسيقول لبنان أن وجود هؤلاء على اراضيه مؤقت، وأن الإسراع في الحل السياسي لسوريا وفق ما يتفق حوله السوريون هو موقف لبنان.
ولن تنعقد مجموعة الدعم الدولية حول لبنان على هامش أعمال الجمعية. وكانت فرنسا قد أخذت على عاتقها دعوتها للإنعقاد في باريس، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري كان قد طلب من المستشارة الالمانية أنجيلا مركل إنعقاد مؤتمر لدعم المشاريع التنموية، وإيطاليا بدورها كانت استضافت مؤتمراً قبل نحو ٣ سنوات لدعم الجيش اللبناني. وثمة منافسة بين الأوروبيين لعقد مؤتمرات لدعم لبنان. وباريس، لدى زيارة الحريري لها، التزمت الدعوة لمؤتمرين حول لبنان، الأول في بيروت لعودة النازحين السوريين، والثاني لدعم الإستثمار.
وتقول مصادر ديبلوماسية، إن المؤتمرات التي اتفق الحريري مع فرنسا على انعقادها لدعم لبنان، وهي ثلاثة كما قال الرئيس الحريري بعد عودته إلى بيروت، أي مضافاً إلى الإثنين المشار اليهما مؤتمر لدعم الجيش اللبناني، تلتقي في اهدافها مع أهداف مجموعة الدعم الدولية بدعم الجيش والإستقرار، ودعم الإقتصاد، ودعم لبنان في عملية إيواء النازحين السوريين. وقد يكون رغب الفرنسيون، وبموافقة الحريري، في أن يتم إعطاء الزخم الدولي لكل موضوع، كون ذلك قد يلقى الدعم والمساعدات المالية وليس فقط الدعم السياسي، مع أن إنعقاد المجموعة ولو لخمس دقائق واستصدار بيان في نيويورك كان مهماً لدعم لبنان. وستكون لرئيس الجمهورية سلسلة لقاءات مع العديد من رؤساء الدول على هامش أعمال الجمعية.
وتفيد المصادر، بأن الموضوع السوري سيحظى بأولوية في مواقف الدول واللقاءات التي ستنعقد على هامش أعمال الجمعية، وستبلور اللقاءات مصير مؤتمري جنيف للتفاوض، واستانة لإستكمال خطط المناطق المنخفضة التوتر، وسيتضح أيضاً مصير الموفد الخاص للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، وما إذا كان سيبقى في منصبه أم لا.
كذلك ستناقش اللقاءات الصراع العربي – الإسرائيلي والوضع في الأراضي الفلسطينية، والتجارب النووية الكورية الشمالية، وأوضاع الخليج، وما توصلت إليه الدول في تعاونها لمكافحة الإرهاب وإنهاء تنظيم «داعش»، والمخاطر التي يحملها زواله على العالم مع توقع ردود أفعال أفراد منه، بعمليات في كل العالم.
وينتظر بعد أعمال الأمم المتحدة، أن تتبلور سياسة الولايات المتحدة الخارجية وحول ملفات المنطقة تحديداً، لأن ما يظهر حتى الآن مواقف محددة بناء على ظروف موضعية، وليس سياسة متكاملة.