كانت القطاعات السياحية تتوقع قبل أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، تحقيق نسَب إشغال خلال موسم الأعياد، أكبر بكثير من النسَب الحالية. لكن رغم ذلك، فإنها تعتبر انّ الحركة السياحية أفضل من العام الماضي متأمّلة بمشاريع وزير السياحة الذي أعلن انّ سنة 2018 سنة السياحة في لبنان.
إعتبر وزير السياحة اواديس كيدانيان انّ نسبة الحجوزات خلال موسم الاعياد الحالي مقبولة جدّاً، نظراً للازمة السياسية التي مرّ بها لبنان خلال الشهر الماضي، موضحاً انّ حجوزات الفنادق خلال العيد تعود الى المغتربين اللبنانيين والى زائرين من اوروبا.
وذكر لـ«الجمهورية» انّ أرقام العام 2017، خصوصاً إحصاءات النصف الثاني من العام الحالي، تشير الى نمو عدد الزائرين الأوروبيين بنسبة 15 في المئة مقارنة بالعام 2016، «وهو مؤشر يدلّ على وجود إقبال لدى السيّاح الاوروبيين على لبنان».
وشدّد كيدانيان على انّ عدد السياح خلال شهر تشرين الثاني الذي شهدت البلاد خلاله أزمة كبيرة، إرتفع بنسبة 1 في المئة مقارنة بشهر تشرين الثاني من العام الماضي، على عكس ما كان متوقعاً من تَراجعٍ في عدد الوافدين. وفي التفاصيل، إرتفع عدد السيّاح الفرنسيين خلال هذا الشهر بنسبة 19,10 في المئة، وعدد الالمان 13,15 في المئة، البريطانيين 6,23 في المئة، والايطاليين 23,79 في المئة.
واعتبر انّ هذه الارقام تدلّ على انّ لبنان لم يتأثر بشكل كبير بأزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.
أمّا على صعيد العام 2017، أعلن كيدانيان انّ عدد الوافدين الى لبنان لغاية شهر تشرين الثاني من العام 2017، بلغ مليون و715 ألف زائر «أي اننا تجاوزنا، وقبل نهاية السنة، إجمالي عدد الوافدين خلال العام 2016 والذي بلغ مليون و688 ألف زائر».
وكشف: «سنشهَد، مع بداية العام 2018، توافد مجموعات من القيّمين على السياحة في اوروبا، من منظّمي رحلات ومنظّمي مؤتمرات، الى لبنان، بدعوة من وزارة السياحة، من اجل استكشاف الوضع السياحي ميدانياً على صعيد توافر فنادق وأماكن مخصصّة لعقد المؤتمرات، وبالتالي برمجة لبنان ضمن جدول مؤتمراتهم العالمية في العام 2018».
وذكر كيدانيان انّ هذا النوع من السياحة، أي سياحة المؤتمرات، سيُفعّل الحركة السياحية في فصل الشتاء، ما سيؤمّن حركة نَشطة على مدار السنة.
كما اعلن انّ عدد السياح الاوروبيين سينمو بنسَب أكبر في العام 2018، لأنّ لبنان اصبح ضمن برنامج الرزمات السياحية للعام 2018 في شركات السياحة والسفر في كلّ من المانيا وفرنسا وبريطانيا.
وختم كيدانيان مؤكداً انّ سنة 2018 هي سنة السياحة في لبنان «وسنشهد تطوّراً لافتاً على الصعيد السياحي، حيث اننا نحاول فتح أسواق جديدة، بموازاة السوق العربي والخليجي الذي، بغَضّ النظر عن المشاكل السياسية والحظر المفروض على لبنان، أصبح لديه وجهات سياحية اخرى غير لبنان. كما نعوّل على فتح الحدود البرية بين سوريا والاردن، الامر الذي سيسمح للبنان بإعادة استقطاب اعداد كبيرة من السياح الأردنيين».
عبود
من جهته، أوضح رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة جان عبود انّ حركة الطيران الى بيروت نَشطة منذ 15 الشهر الحالي لغاية 10 كانون الثاني المقبل، حيث بلغ عدد رحلات الطيران الى لبنان 60 رحلة يومياً وعدد الوافدين حوالى 10 آلاف زائر من مختلف البلدان ابرزها: باريس ولندن ودول الخليج.
واشار الى انّ الطاقة الاستيعابية لرحلات الطيران الآتية الى لبنان بلغت حدّها الاقصى، «إلّا انّ نسبة الحجوزات لم تصل الى حدّ تسيير شركات الطيران رحلات إضافية من اجل تلبية الطلب المُتزايد، كما جرت العادة خلال مواسم الاعياد السابقة».
ولفت عبود الى انّ تسيير رحلات اضافية اقتصر على العراق وبعض الوجهات الدينية، «وهذا أمر لا يعود لأسباب سياحية».
وفيما وصف الحركة السياحية بالجيّدة مقارنة بالعام الماضي، قال لـ»الجمهورية» انّ التوقعات كانت أكبر من ذلك، «حيث كنّا نرجّح تسيير رحلات اضافية خلال العيد من اجل تلبية الطلب، إلّا انّ ذلك لم يحصل، بسبب تداعيات أزمة استقالة الحريري التي رغم انّ نتائجها كانت ايجابية على الصعيد المحلي، إلّا انّ النتائج على صعيد سياسة المنقطة لم تكن ايجابية، وهذا الامر يؤثر في الوضع السياحي في لبنان».
وختم عبود مؤكداً انّ حركة الطيران خلال العام 2017 كانت أفضل من العام السابق، إلّا انها لم تترجم في نسبة إشغال الفنادق التي تصل خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة، اي لـ4 أو 5 أيام فقط، الى 90 في المئة وتعود لتهبط الى 60 في المئة في الايام العادية.