IMLebanon

لبنان يطرح “سلّة” مطالب محقّة..وإسرائيل لن تكون الرابحة

 

جمدت الوساطة الاميركية، لكن أياً كان الطرح الاميركي حول الحدود البحرية، والذي أحيط بتكتّم شديد من المسؤولين اللبنانيين الذين توحّدوا حول حرصهم على سيادة لبنان على اراضيه وثروته البحرية والنفطية وعدم تفريطهم بها، فانه قد تكون له منفعة واحدة. اذ تقول مصادر ديبلوماسية، ان التحرك الاميركي مهما كانت تفاصيله وبغض النظر عن قبول لبنان به او عدم قبوله، الا انه يخلق جواً تفاوضياً، بحيث يستفيد لبنان لكي يقول للاميركيين بأن لديه سلة مطالب مع اسرائيل يجب ان تتم تلبيتها ومن ضمنها ضمانات اقليمية لحل كافة الامور العالقة. والسؤال الذي تطرحه المصادر، هو ان موقف لبنان ينطلق من انه لماذا البحث مع إسرائيل بالمفرق في وقت تستمر هي في الاعتداءات والخروقات؟ كما ينطلق من انه لماذا يجب عليه ان يبحث في الحدود البحرية، ولديه مشكلات معها في الحدود البرية؟ لا يمكن للبنان ان يثبت امراً واقعاً لاسرائيل، ولا يمكنه ربط النزاع حول ذلك. وهناك تفاهم داخلي على ان قوة لبنان في مرحلة التفاوض، هي في عدم حصول نقاش داخلي، بل بالتفاهم على كل ما يطرحه لبنان.

 

وتُفيد هذه المصادر، ان الادارة الاميركية الجديدة يبدو انها تحاول احراج لبنان، بحيث تُصرّ على اختيار مواضيع محددة من الاجندة معه، في اطار الاساسيات التي تهمها فقط. في حين ان لبنان لديه سلة من المطالب، وهذا ما يتم توضيحه، لكي لا يقوم اي طرف بالايقاع به لجعل اسرائيل دائماً هي الرابحة. ويدرك لبنان تماماً ان اسرائيل حالياً في موقع تحتاج الى حل هذا الموضوع، فلماذا على لبنان ان يقدم لها الحل، و«بالمفرق»؟ لذلك تتحدث أوساط وزارة الخارجية عن كل شيء في اطار سيادة لبنان، وانه يجب تقديم ما يريح لبنان في الاساس.

 

والسؤال المطروح، هل لبنان بخطر ويقع تحت دائرة ردة فعل اسرائيلية عسكرية لانه لم يتجاوب مع طروحات لا تناسبه؟ هناك دينامية جديدة داخل اسرائيل. فمن جهة يعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاقوى، وفي الوقت نفسه فانه ملاحق بتهم الفساد. فكيف سيتصرف للهروب الى الامام لمواجهة الاتهام الداخلي؟ هل سيكون ذلك في غزة أم في لبنان أم في سوريا؟

 

وتقول مصادر ديبلوماسية اخرى، ان لا اسرائيل لديها مصلحة في التصعيد، ولا «حزب الله» ايضاً. واياً كان الطرح الاميركي، انما وفي التوقيت اللبناني وعشية اجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل، فأي طرف داخلي لبناني يستطيع ان يسوقه. كذلك هناك تحرك في الاتحاد الاوروبي لادراج الحزب على لائحة الارهاب، وهناك ضغوط كبيرة دولية تواجهه. فاذا تم طرح كل شيء على الطاولة للتفاوض، فماذا يستطيع لبنان ان يقول حول مصير الحزب وسلاحه وعن طريقة تعاطيه مع هذا الملف؟

 

فكيف سيكون عند ذلك موقف لبنان لا سيما وسط اتهامات اسرائيل بأن لدى الحزب مصانع للاسلحة في الجنوب بدعم من ايران، في الوقت الذي يشكل الحزب احد اوجه الصراع بين ايران واسرائيل؟ ملف الحزب بالنسبة الى اسرائيل حيوي وهو عالق لديها. فهل لبنان قادر ان يقول انه يعالج الموضوع؟

 

وتفيد المصادر، بأن أي ضربة تقوم بها اسرائيل ستكون هي المتضرر الاول منها. لانها في حالة تنقيب عن النفط واستخراجه. واي انزلاق للوضع جنوباً ان كان براً او بحراً ستتأثر به عملياتها لاستخراج ثروتها النفطية ولن يكون الامر حكراً على لبنان، وبالتالي، لا يمكن ان يكون الامان في بقعة والحرب في بقعة مجاورة. بعض الصحف الاجنبية مثل «الفورين افيرز» تقول ان لا مفر من الضربة، انما السؤال اي متى. فاذا قررت اسرائيل ان تقوم بالضربة، فان ذلك لن يكون بسبب البلوك ٩، بل بسبب قلقها المتعاظم من سلاح «حزب الله»، ومقوماته العسكرية والقتالية. صحيح ان الحزب خسر من قدراته البشرية في الحرب السورية، لكنه عزز من قدراته القتالية ان في مجال حرب العصابات، او الحرب العادية، بسبب تنسيقه مع الجيشين الروسي والسوري. فهو قام هناك بكل انواع المعارك. وشرط اسرائيل ان لا يكون لايران وللحزب وجود في جنوب سوريا.

 

في وساطة الاميركيين، يواجه لبنان مسألة كيفية الابقاء على موقف واشنطن متوازناً. لبنان انجز منطقته البحرية، فلماذا يتنازل عنها؟ لكن بالتزامن مع عدم التنازل يمكنه ايجاد مساحة من الليونة عبر طرح بديل مثلاً لجعل الاميركيين يفكرون ايضاً بمصلحة لبنان وليس فقط مصلحة اسرائيل، خصوصاً وان مخاطر اي اهتزاز امني ستطال منطقتي الاستثمار النفطي لدى كل من لبنان واسرائيل على حد سواء. لكن اسرائيل لا يهمها التوازن فهي رفضت اي وساطة للامم المتحدة في مجال الحدود البحرية لذلك التحرك الاممي جاء بالنسبة الى الحدود البرية فقط.