IMLebanon

لبنان «ملاذ آمن».. ورمزية مشرقية

لبنان «ملاذ آمن».. ورمزية مشرقية

إقرار خارجي: الرئيس القوي يطمئن مسيحيي المنطقة

لا تتوقف أي من عواصم القرار عند اسم رئيس الجمهورية المقبل في لبنان. في رأي تلك العواصم أن الفرصة لا تزال مؤاتية لكي ينتج اللبنانيون هذا الاستحقاق بتوافقهم والافادة من الانشغال الدولي بالاوضاع المتوترة في المنطقة، وعدم انتظار الخارج لكي يبلور لهم مسار هذا الاستحقاق.

يعترف سفير دولة كبرى، خلال لقائه مرجعية سياسية لبنانية، أن الكثير من الحسابات الغربية في المنطقة لم تكن دقيقة. برأيه أنه حصل ما لم يكن في الحسبان، وتحديدا لجهة تعريض مكونات اساسية وتاريخية في دول حصلت فيها تغييرات إلى خطر الزوال والتلاشي.

يستعرض السفير نفسه ملاحظات اساسية حكمت المشهد منذ مطلع الالفية الثالثة، مذكراً أنه قبل غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق وإسقاط نظام صدام حسين كان يوجد أكثر من أربعة ملايين مسيحي في هذا البلد، أما بعد الغزو فقد تهجّر ثلثا المسيحيين الى اوروبا والاميركيتين وباتجاه دول عربية منها لبنان. وبعد خروج الاميركيين واستلام العراقيين دفة الحكم وبدء الصراع مع التنظيمات التكفيرية، التي توّجت بسيطرة تنظيم «داعش» على مساحات واسعة من العراق، لاسيما الموصل، «لم يبق من المليون ونصف المليون مسيحي عراقي إلا قرابة ثلاثمائة ألف نتيجة تدمير الكنائس وحرق البيوت وسبي النساء وقتل الرجال، ناهيك عن المجازر المروعة بحق الازيديين».

في تلك المراجعة يتبين أنه في سوريا، ومنذ بدء الازمة المستمرة، لم تسلم المناطق ذات الكثافة المسيحية من هجمات التكفيريين الذين مارسوا همجية في الاعتداء على الكنائس والاديرة مع عمليات خطف وقتل طالت حتى رجال الدين، مما ادى ايضا الى تهجير المسيحيين الذين لم يبق الا نصف عددهم في سوريا، كما ان التهجير المنظم لمسيحيي فلسطين يمتد منذ قيام الكيان الاسرائيلي بحيث بقي منهم ما نسبته واحد في المئة.

أما في لبنان فإن المسيحيين يعانون من تشرذم وانقسام نتيجة الصراع في المنطقة، مع أهمية الحوارات الدائرة والتي يجب ان ترتفع الى مستوى الخطر الوجودي. في ظل ما يحصل مع أقرانهم والجو السائد في المحيط، «بدأ المسيحيون يشعرون أنه لا ملاذ آمنا لهم في المنطقة يلجأون اليه سوى لبنان، اي ان المسيحية المشرقية رمزيتها لبنان»، بحسب المراجعة.

يستنتج سفير الدولة الكبرى «ان المسيحيين، ونتيجة للقاءات ونقاشات مع قياداتهم وما يردنا من دول المحيط، يعتبرون أن أي رئيس للجمهورية يصل من خارج إرادتهم يعني إمعانا في تهميشهم، وبالتالي سيكونون غير ممثلين فعليا في السلطة وفي إدارة الشأن العام». كما يوضح أن «المعلومات الواردة من عواصم القرار، ومنها عاصمة بلادي، تفيد بأن القرار الدولي وحتى الاقليمي بدأ يتبلور لجهة القبول بالشخصية التي تعبر عن التمثيل الحقيقي للمسيحيين في سدة الرئاسة، وتأخير التسوية السياسية للأزمة السورية بات يحتم وصول شخصية لها ثقل تمثيلي إلى سدة الرئاسة لطمأنة المسيحيين على وجودهم في لبنان ودول الجوار».

ويشير الى ان «التسوية التي كان الروسي والايراني بصدد العمل على انجازها مع الاميركي حول الأزمة السورية، وتحديدا قبل اندلاع الحرب الباردة الجديدة على الارض الاوكرانية، كان اول بنودها الانفتاح على الرئيس بشار الاسد والقبول به، ولو قيّض لهذه التسوية ان تبصر النور لما كان ملزما وصول رئيس جمهورية تمثيلي إلى سدة الرئاسة، ولكن بغياب التسوية السورية صار لزاما القبول بوصول هكذا رئيس لطمأنة المسيحيين، أي لا مانع على المستوى الدولي وحتى الاقليمي من وصول ميشال عون أو من يقترحه الى سدة الرئاسة».

ويكشف أن «الكنيسة الارثوذكسية الروسية تلعب دورا اساسيا في اتصالاتها مع المجموعة الدولية المعنية بدعم استقرار وأمن لبنان دعما لوصول الزعيم المسيحي الاكثر تمثيلا او من يسميه الى سدّة الرئاسة».