IMLebanon

لبنان…. الرجل المريض؟!

حدثان اساسيان مهمان، حصلا في خلال الاشهر القليلة الماضية، ادخلا منطقة الشرق الاوسط عموما، والدول العربية خصوصا، في حالة من الغموض وازدياد في التوتر، والقلق على الاتي من الايام الصعبة.

الحدث الاول كان الاتفاق النووي بين ايران والدول الخمس الكبرى، زائد المانيا، الذي وضع المعايير «المقبولة» من هذه الدول لبرنامج ايران النووي، واثار سريعا الهواجس لدى الدول العربية، وخصوصا الخليجية منها، التي سارعت بقيادة المملكة العربية السعودية الى سد ثغرة اليمن، حيث تنطلق ايران لمد نفوذها وتدخلها في شؤون الدول العربية القريبة، بعدما ارتاحت الى الافراج عن مئات مليارات الدولارات المجمدة في البنوك الاميركية والاوروبية.

اما الحدث الثاني المدوي، فهو التدخل العسكري الروسي في سوريا، بكل ثقله، لمنع انهيار النظام اولا، ولمساعدته مع ايران وحزب الله، على استعادة اجزاء مهمة من المدن والارض ثانيا، ضمن مخطط اكبر واوسع، لم تتضح معالمه بعد، وهل هو لطرد كامل التنظيمات الارهابية التكفيرية في سوريا، وشل المقاومة المسلحة للمعارضة السورية وتدجينها، او ان مهمة التدخل الحقيقية، هي ترسيم حدود دولة الاقليات ذات الاكثرية العلوية وترك باقي سوريا تتنازع عليه التنظيمات السنية، التكفيري منها والمعتدل.

على جوانب هذين الحدثين البارزين، كان لافتا وقوف دولتين كبيرتين عربيتين، هما مصر والجزائر الى جانب التدخل الروسي في سوريا، على قاعدة محاربة «داعش» والتنظيمات التكفيرية الاخرى، ووقوف دول عربية اخرى على الحياد، او انها غير معنية بكل ما يحدث مثل المغرب وتونس وعمان وليبيا وجيبوتي والصومال وجزر القمر، وهي دول ذات اغلبية سنية، ومنتسبة الى جامعة الدول العربية.

***

مشكلة لبنان، اكبر بكثير واصعب من مشكلات الدول العربية الاخرى، ليس لان لبنان يتقاسم حدودا طويلة مع سوريا، ولا لان هناك مليون ونصف المليون لاجىء سوري على ارضه، او لان هناك فريقا يقاتل الى جانب النظام، ولا لان هناك تنظيمات تكفيرية واصولية على حدوده، كل هذه العوامل تضعف من مقاومة لبنان للتأثيرات والارتدادات الخارجية، ولكن الخوف على لبنان يأتي من الفراغ الذي يسبب تآكلا بنيويا في مؤسساته الاساسية، ومن التعطيل الذي يعوق تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، ومن الفوضى الامنية التي تضرب الاقتصاد والتجارة والصناعة والسياحة، وترفع معدل البطالة من جهة، ومعدل الهجرة من جهة ثانية والتي تكون قيمته احيانا كما حصل مع عائلة صفوان، والسؤال الكبير اليوم العالق على شفاه اللبنانيين، ماذا يحصل للبنان، اذا اندلعت الحرب الكبرى في الشرق الاوسط وانطلقت شرارتها الى كل العالم؟!