يستمر الجيش في مساعيه الأمنية منذ إنهاء معركة «فجر الجرود» ضد الجماعات الارهابية، للحفاظ على استقرار وأمن البلد، إذ لا يألو جهداً ولا يوفر واجباً، في سبيل تكريس حالة السلم التي تعيشها البلاد منذ أن لاح الاستقرار السياسي في البلد وذلك من خلال التنسيق والتوافق الحاصل بين الطبقة السياسية تحديداً لجهة ما يتعلق بعمل المؤسسات الأمنية وعلى رأسها مؤسسة الجيش التي ومن خلالها يمر البلد بمرحلة توصف اليوم بأنها من أفضل المراحل التي مر بها لبنان على الإطلاق وتحديداً في الشق المتعلق بتثبيت أمن وأمان المواطن.
منذ أيام، والشائعات في ما خص الوضع الأمني في لبنان، في حالة تزايد وتمدد. وحده الجيش ومعه بقية المؤسسات الأمنية الرسمية، يعملون جاهدين لمنع تحقيق هذا الخرق سواء في النفوس أو على أرض الواقع. إنجازات شبه يومية لا تتوقف عند منطقة أو بلدة، فلبنان كله تحت المراقبة منعاً لحدوث أعمال قد تؤثر على الوضع العام وتعكير صفو الأمن الذي يُخيم على البلد بشكل عام والذي بدأ يُشكل ارتياحاً في نفوس اللبنانيين وينعكس في تحركاتهم وتنقلاتهم وعدم اكتراثهم للشائعات التي تُطلق بهدف إدخال الرعب إلى قلوبهم، وخلق حالة من الذعر بينهم بشكل يُمكن أن تستفيد منها أي جهة تريد أن تُعيد البلد إلى ساحة للإرهاب، أو ملاذاً للجماعات الإرهابية، كما كان الحال في جرود القاع ورأس بعلبك وعرسال، سواء من جهة الحدود اللبنانية الشرقية، أو من بوابة المخيمات، أو حتى من أي بقعة أخرى.
في مكان ما، يصح القول أن مرحلة الاستقرار السياسي هي التي أنتجت الحالة الأمنية المستقرة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف مذاهبهم وانتماءاتهم، وقد انعكست هذه الحالة منذ بداية العهد الحالي والتي كانت قد انعكست بشكل كبير، توافقاً بين الرئاسات الثلاث وخصوصاً بين الأولى والثانية والتي أدت إلى إنجاز قانون إنتخاب جديد، إقرار الموازنة، تعيينات في المراكز الشاغرة، تفعيل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، العمل على اجراء الانتخابات النيابية وتوفير الاجواء الآمنة والديموقراطية لها، إعادة جزء من اللاجئين السوريين إلى بلادهم بالإضافة الى النشاط المكثف للقوى الامنية في ضبط شبكات الارهاب، منها احباط شعبة المعلومات مخططاً ارهابياً لاستهدف طائرة مدنية عربية في اوستراليا، وتوجيه الجيش أكبر ضربة للإرهاب الممثل بتنظيمَي «داعش» و»النصرة» في المنطقة وذلك إنطلاقاً من الجرود اللبنانية وطرد عناصرهما إلى خارج الحدود.
ومن ناحية أخرى وتحديداً في الشق المتعلق بالعمل الانساني، فقد أخذ الجيش اللبناني بعين الاعتبار الحاجات الأساسية للنازحين السوريين، وعمل على مساعدتهم من خلال مديرية التعاون العسكري – المدني (CIMIC) التي بذلت جهوداً كبيرة لبناء علاقة طيبة معهم، وخصوصاً مع المقيمين في تجمعات النازحين في محيط بلدة عرسال. وقدَّمت المديرية للنازحين حصصاً غذائية مثل ملابس للشتاء وكتب وقرطاسية للتلامذة. كما زوَّدت وزارة الشؤون الإجتماعية معدات طبية لمصلحة النازحين، وساهمت في إيصال المساعدات خلال الظروف المناخية الصعبة وقد ساعدت هذه العلاقة في ضبط تجمعات النازحين من دون أي استخدام للقوة.
وفي مقابل العمل الانساني، ثمة عمل أمني للجيش وتحديداً لمديرية المخابرات، يرتقي إلى مستوى الكشف عن شبكات إرهابية، وأفراد يسعون إلى زعزعة الامن وهز استقرار لبنان بهدف تضييع الانتصار الكبير الذي تحقق بفعل التأييد السياسي والشعبي للمؤسسة العسكرية وللدور الذي تقوم به.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر عسكرية لـ «المستقبل» أن الجيش يقوم بواجبه على أكمل وجه في ما خص حربه على الارهاب والمُستمرة منذ ما قبل عملية «فجر الجرود». وقد جاءت العملية المذكورة لتُكمل الاستعدادات والتحضيرات التي كان أعدها من قبل للوصول الى تلك اللحظة والتي حظيت بتأييد محلي ودولي غير مسبوق»، مؤكدة أن إنجاز الجيش وحده كاف ليُفسّر، كيف أن لبنان ينعم بهذا الكم من الأمن والإستقرار خصوصاً وأنه يعيش وسط محيط متفجّر يبدو فيه اليوم، أشبه بواحة استقرار في صحراء ملتهبة بالحروب والأزمات».
من جهتها، لا تألو الحكومة جهداً في سبيل التوصّل إلى نتائج تعكس حجم تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وحجم التضحيات التي يقوم بها كل لبنان بجيشه وشعبه ومؤسساته الرسمية والأمنية، في سبيل الانتقال بالبلد إلى مرحلة أكثر استقراراً والخروج من دائرة الخوف واللااستقرار المعيشي والاقتصادي. وفي هذا الشق على وجه التحديد، يبرز دور رئيس الحكومة سعد الحريري الساعي على الدوام إلى حصر مساحات الاختلافات السياسية ومنع تمددها وسط سعي دؤوب إلى رأب الصدع وتدوير الزوايا بالحجم الذي تتطلبه المرحلة الآنية. ومما لا شك فيه أن زيارات الوفود العربية والأجنبية التي تستطلع الوضع الأمني في لبنان، تُخرج من جُعبها تصاريح تُعبّر عن رضى بلادها التام لكل الانجازات التي تحققت حتى اليوم وعلى رأسها الانجاز الذي حققه الجيش واستمرار ملاحقته للخلايا النائمة والشبكات الارهابية.