تُعتبر مشاركة لبنان عبر رئيس حكومته سعد الحريري ووزير الاقتصاد رائد خوري، في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، بمثابة خطوة تمهيدية لمؤتمر باريس الاقتصادي حيث سيحظى لبنان بفرصة بدء التسويق لخطته الاقتصادية وبرنامجه لاعادة إعمار البنية التحتية.
يغادر رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سويسرا اليوم، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري ووفد من مستشاريه للمشاركة في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» الذي يستمر هذا العام من 23 إلى 26 كانون الثاني بمشاركة 70 من رؤساء الدول والحكومات و1,700 شركة إلى جانب مشاهير ومصرفيين كبار.
يقول مقرّبون من الحريري ان مشاركته في الاجتماع السنوي لمنتدى دافوس تشكّل فرصة للقاء عدد من ممثلي المؤسسات الدولية المالية واطلاعهم على برنامجه لاعادة تأهيل واعمار البنية التحتية في لبنان وبالتالي حضّهم على الاستثمار في لبنان وعلى المشاركة في مؤتمر باريس لدعم لبنان اقتصادياً في نيسان المقبل.
بدوره، وصل وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري امس الى دافوس، حيث من المقرر أن يعقد على هامش المنتدى اجتماعات مع نظرائه من دول مختلفة.
واعلن خوري في بيان انه سيستغلّ مشاركته في المنتدى الاقتصادي، للتحدّث عن الخطّة الاقتصاديّة التي تنجزها الحكومة اللبنانيّة ودورها في تفعيل القطاعات المنتجة في لبنان وزيادة الانتاجيّة وبالتالي زيادة حجم الاقتصاد. كما سيتطرّق خوري في محادثاته الى التحضير على المستوى الحكوميّ لمؤتمر باريس الاقتصاديّ لدعم لبنان.
في هذا الاطار، رأى الخبير الاقتصادي مازن سويد ان أي إطلالة للبنان في المنتديات العالمية هي اطلالة مهمّة جدّا لأن لبنان لديه قضية يجب ان يذكّر العالم بها، وهي ايوائه العدد الاكبر من المهاجرين حيث يبلغ عدد اللائجين السوريين والفلسطنيين ربع عدد سكان لبنان.
واشار لـ«الجمهورية» الى ان الرئيس الحريري أعدّ برنامجاً استثمارياً ضخماًَ جدّاً للسنوات العشر المقبلة، أحد أسباب إعداده هو وضع البنية التحتية غير المؤهل لمجاراة النمو السكاني اللبناني والذي تدهور بشكل متسارع جراء الضغط الذي تسببه وجود اللاجئين، مما ادّى الى عدم قدرة البنية التحتية في لبنان على مجاراة اي نمو حالي او مستقبلي.
واعتبر سويد ان موضوع البنية التحتية هو أهمّ أركان الرؤية الاقتصادية للرئيس الحريري في السنوات العشر المقبلة، «وبالتالي فان مشاركة الحريري في دافوس تمهيد لمؤتمر باريس الاقتصادي، حيث سيلتقي الحريري الكثير من المانحين الذين من الممكن ان يكونوا مشاركين في مؤتمر باريس، وستكون فرصة لاطلاعهم على برنامجه الاستثماري قبل ان يتم عرضه بالتفاصيل في باريس.
واكد السويد ان الآمال حول مؤتمر باريس كبيرة جدّا لأن معدّلات النمو المتوقعة، في حال الحصول على التمويل المطلوب من مؤتمر باريس، قد تصل الى 5 و 6 في المئة في السنوات المقبلة، «ونحن في حاجة الى إنجاح مؤتمر باريس وبالتالي تحقيق معدلات النمو هذه، من اجل ضبط العجز ووقف تصاعد نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الاجمالي».
تجدر الاشارة الى ان المنتدى في دورته للعام 2018 يقام تحت عنوان «بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق» وقد بدأت جلساتها أمس الاثنين على ان تستمر لخمسة أيام ويتوقع أن تشارك فيه 3000 شخصية نخبوية من عالمي السياسة والاقتصاد، بينهم 70 رئيس دولة وحكومة. وسيغتنم العديد من الشركات فرصة انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي للاعلان عن استثمارات ووضع مسودات لخطط ومشاريع اقتصادية مشتركة.
وفي السياق، قال مستشار رئيس الحكومة نديم المنلا لـ»الجمهورية» ان لبنان سيعرض في المنتدى رؤيته الاقتصادية لمعالجة أزماته، من دون تفاصيل الخطة التي سيتمّ عرضها في مؤتمر باريس 4.
ورأى المنلا ان وجود لبنان في المنتدى قبل ممؤتمر باريس 4 يرتدي اهمية استثنائية، بهدف استقطاب اهتمام الدول ودعمها للمشاريع التي سيطرحها لبنان في مؤتمر الدول المانحة.