IMLebanon

لبنان في ظل الشيعة الحوثيين؟!

هل يتحول لبنان الى يمن ثان، كما قد يتحول حزب الله الى ما يشبه الحوثيين ممن يبحثون عن تقاسم السلطة بقوة السلاح، مع العلم ان اليمن هو غير لبنان كي ننتظر منه ان تتطور قوى حزب الله الى فصيل حوثي يمنع على الدولة اليمنية ان تكون دولة مكتملة المواصفات السياسية والدستورية والشعبية، لمجرد ان هناك دولة شيعية اسمها ايران يسرها تقسيم  اليمن حتى ولو  اقتضى الامر ذبح شعبه لما فيه اشغال السعودية وغيرها من الدول العربية في الحرب الدائرة هناك، من غير ان تكون ايران قد حققت غايتها من وراء اشعال اليمن مذهبيا؟!

صحيح ان المملكة العربية  السعودية تقوم بدور في اليمن تحافظ من خلاله عن جارتها وشقيقتها بما في ذلك حقها في المحافظة على مصالحها هناك، في مواجهة الحوثيين الذين انقلبوا على الدولة في خطوة تقسيمية لا سابقة لها، يفهم منها ان طهران تسعى من ورائها الى اشغال السعودية وكل الدول العربية لان المملكة وقفت في وجهها ومنعت ايران من ان تمديدها الى البحرين سعيا وراء مساعدة الشيعة هناك على امل الانقلاب على الدولة تحقيقا لغايات ومصالح ايران في المنطقة العربية، كما هو حاصل في العراق وسوريا ولبنان، حيث يلعب حزب الله دور الحوثيين في اليمن على امل خرق الساحات الاقليمية الاخرى المشار اليها (…) لما فيه مصلحة دولة الائمة؟!

من حيث المبدأ، تسير الامور الحوثية في اليمن لما فيه  مصلحة ايران نسبيا، فيما لا يمكن القول عن الحال في البحرين ان الشيعة هناك قد وقفوا على ارجلهم في مواجهة الدولة، بعكس ما هو حاصل في كل من العراق حيث تسيطر ايران على اماكن الثقل الشيعي، فيما تنشط آلة الحرب الايرانية وتلك التابعة لها مثل حزب الله الذي دخل الحرب في سوريا من بابها الواسع، لمجرد النكاية بالدول العربية ككل وتحديدا لبنان، حتى ولو اضطرته الظروف لان يفتح حربا على حسابه بدعم واضح وصريح من القيادتين العسكرية والروحية في ايران اللتين تتطلعان الى كسر وحدة لبنان واستقراره وسيادته؟!

من هنا يفهم «الفيلم الذي يلعبه حزب الله في لبنان وبعض المناطق العربية» من غير ان يعني ذلك ان الحرب الايرانية في سوريا لا تسير باتجاه ما تتطلع طهران اليه، ربما لان الروس عندما دخلوا الحرب السورية سحبوا البساط من تحت ارجل الايرانيين وحزب الله حيث زجوا الاثنين في مواجهات مباشرة مع الجيش السوري الحر بما في ذلك مواجهة تنظيم «داعش» و «حركة النصرة»، بعدما تطورت الامور الى ما يشبه حرب العصابات وفقد الجيش الايراني المئات من جنوده اسوة بما حصل ويحصل مع حزب الله الذي دفع فيه نظام بشار الاسد الى صراع من المستحيل ان يستمر الحزب فيه على ما هو عليه (…)

وفي مقابل كل ما تقدم، ثمة من يجزم بان حزب الله لا ينطلق من نقطة الصفر في حربه اللبنانية، حيث يؤكد الواقع ان الحزب يملك سيطرة كاملة على مناطق واسعة تبدأ من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت من غير ان تنتهي في مناطق واسعة في جنوب لبنان والبقاع الشمالي والاوسط، حيث يتمتع بانتشار له  ثقله السياسي والشعبي والعسكري من غير التوقف عندما يقال عن ان ثمة شكا بالنسبة الى ثقل حزب الله في الجنوب بصورة لا تحتمل التشكيك بعدما اثبت قدرة على الحركة والمواجهة مع العدو الاسرائيلي ومن غير حاجة الى التوقف عندما يقال عن ان القوات الدولية تتمتع بحرية الحركة هناك ولها كلمة الفصل على الارض (…)

من هذا المنطلق من الضروري القول صراحة ومن دون لبس انه يستحيل على الحكومة كما على الدولة ان تحسم امرها في مواجهة حزب الله سياسيا وعسكريا   وشعبيا، ليس لانه قادر على ان يتصدى للدولة بل لان معركة من هذا النوع تصب في مصلحة مشروعه السياسي والعام، كما سبق القول في اكثر من مناسبة سياسية وشعبية كانت له قدرة الفصل فيها اضف الى ذلك انه يستحيل الاعتماد على اي شيعي من خارج الحزب كما اثبتت التجارب، فضلا عن ان السياسيين الشيعة غير مؤهلين لان يكونوا في صف الدولة مهما اختلفت الاعتبارات!

هذا ما توحي به التطورات بقدر ما توحي بأن لبنان على طريق التحول الى يمن جديد مكتمل المواصفات بحوثيين من المستحيل التعاطي معهم بطريقة لا تنطلق من وحدة الشعب والمؤسسات والجيش، خصوصا ان الشيعة ليسوا قلة في الحياة اللبنانية العامة ما يشجعهم على ان يكونوا حوثيين بتفوق من غير حاجة الى القول ان وحدة اللبنانيين تكفي وحدها لمواجهتهم؟!