IMLebanon

لبنان بدّه رئيس!

… واستدراكاً للعنوان، فانه ليس بحاجة الى أي رئيس!!

ولهذه الأسباب، لا تزال الرئاسة الأولى خاوية.

وكأنهم ينتظرون من يملأها بجدارة.

أو من يسقطونه على الموقع.

كان الرئيس بشارة الخوري صاحب شعار، مفاده ان رئيس البلاد ينبغي أن يتجاوز بامكاناته معظم الرجال.

وفي مفهومه ان في لبنان، الكثير من الرجال، والقليل من الأكفياء، الذين يستحقون الرئاسة الأولى.

وعملاً بقوله هذا، قرّر التجديد.

وعندما خالفه نسيبه ميشال شيحا، ردّ على فيلسوف الاستقلال، بأن رغبته ناجمة عن حرصه على المنصب والموقع!!

وعندما أعلنت المعارضة الثورة على الجمهورية، استسلم لمشيئة كميل شمعون وكمال جنبلاط، وأفسح في المجال، لانتصار الثورة البيضاء.

وكانت في رأيه، انها أفضل من فتنة سوداء تطيح بكل ما حصدته البلاد من قيم، بعد الاستعمار والانتداب!

كان الرئيس الاستقلالي، ضنيناً بوحدة سعى اليها، وتفادى سلبياتها ما أمكنه عقله وذهنه من أخطار وأنواء.

وعندما عزم الرئيس فؤاد شهاب، على مغادرة الحكم، أعدّ كتاب استقالته من الرئاسة الأولى.

وفكّر، بادئ الأمر، باستدعاء بشارة الخوري من بيته في الكسليك الى المقر الرئاسي في صربا.

ليس لأنه كان مناوئاً للرئيس اميل اده زعيم الكتلة الوطنية.

ولا لكونه صاحب تجربة فريدة في السلطة.

بل، لأنه آثر الثورة البيضاء على تسلّط شقيقه السلطان سليم.

بعد بضع سنوات اختار فؤاد شهاب العزوف على الطموح.

كان التباين بين الأشقاء، عنواناً للأصالة والريادة. وهذا ما جعل فؤاد شهاب غريباً عن الطقم السياسي المواكب ل عصره في الحكم.

والطموح يكون أحياناً، شقيق العزوف.

الرئاسة الأولى مدرسة بحد ذاتها للسياسيين أولاً.

وهذا ما جعل الرئيس سليمان فرنجيه، لدى انتهاء ولايته، يدفع الجبهة اللبنانية الى ترشيح الأستاذ الياس سركيس لخلافته.

رفض فؤاد شهاب ان يخلفه شخص من أوصى به.

وأحجم غلاة الشهابية ان يختاروا أولاً، إبن الشبانية على نجوم الشهابية.

إلاّ أن ذهنية واحدة املت على الجميع الاختيار الصعب.

والشهيد رشيد كرامي مثّل دوراً أساسياً، في الاعتراف أولاً، والسير في الاختيار ثانياً.

ذهب غلاة الشهابية، الى منزل النائب الراحل انطوان الهراوي في جوار بكركي، للتداول في مسألة الاختيار الصعب.

وعندما قرأوا على باب داره عبارة للإمام علي كرّم الله وجهه، ومفادها: اثنان لا تذكرهما أبداً، احسان الناس اليك، وإساءتهم اليك.

وكان قول الجميع: كلنا مع اختيار المعلم.

الرئاسة الأولى الآن في ضياع.

أو تبحث عمّن ينقذها من الضياع.

سار حبيب أبو شهلا على طريق الاستقلال.

ربما، لأنه اختار بلداً يرفل بالسيادة.

ولا يؤمن بأن تفتك السيادة بالناس.

وأي بلد وأي رئاسة، عندما يتحدث وزير الصحة العامة، عن الفساد، في كل أنواع الأكل والطعام.

واذا كان الوزير أبو فاعور يكشف زيف الحكم، فمن هو الحاكم الذي يكشف قصة جمهورية مليئة بالفاسدين والمسؤولين الفاسدين.

قبل الجمهورية ورئيس الجمهورية، يريد الناس رئيساً يقمع رموز الفساد، الضارب أطنابه، في كل مكان.

وبعد ذلك لكل حدث رئيس.

ولكل حادث رئيس!!