IMLebanon

لبنان يحذّر من الانعكاس السلبي لانهيار السلام على مسار برشلونة

حضر لبنان مؤتمر وزراء خارجية “الاتحاد من اجل المتوسط” الذي عقد الاسبوع الماضي في برشلونة بدعوة من الممثلة العليا للسياسية الخارجية والامنية فديريكا موغاريني، لمناسبة مرور 20 عاما على تأسيس مسار برشلونة. ويشار الى ان لبنان عضو مؤسس في الشركة الاوروبية – المتوسطية، وقد انطلق المسار في قمة برشلونة عام 1995. واللافت ان عددا كبيرا من وزراء الخارجية الاوروبيين قد شارك في أعمال المؤتمر، فيما اقتصر الحضور العربي الوزاري على وزير خارجية الاردن ناصر جودة، باعتبار بلاده تتشارك رئاسة الاتحاد من اجل المتوسط مع الاتحاد الاوروبي.

وأفادت مصادر ديبلوماسية “النهار” ان هناك هدفين لانعقاد المؤتمر: الاول “مناقشة مصير مسار برشلونة بعد 20 سنة على إطلاقه وتحوله منذ عام 2009 الى منظمة إقليمية هي “الاتحاد من اجل المتوسط”. اما الثاني فهو “تداول الازمات المتعددة التي تعصف بالمنطقة الاورو- متوسطية، ولا سيما أزمة تفشي الارهاب والهجرة والازمات السياسية في الضفة الجنوبية للمتوسط التي تلقي بظلالها على اوروبا”.

ويأتي انعقاد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية للمرة الاولى منذ عام 2008 في إطار محاولة الاتحاد الاوروبي تنشيط الاتحاد من أجل المتوسط وإعطائه قيمة مضافة سياسية باعتبارها الاطار الوحيد الذي يشمل جميع دول حوض البحر المتوسط، إضافة الى دول الاتحاد الاوروبي، ولأنه لا يمكن الاستمرار في رهن الاهداف التنموية للاتحاد بالواقع السياسي في المنطقة، وبالتالي لا بدّ من تنشيط الاتحاد من اجل المتوسط توازيا مع العمل الحثيث لتحسين البيئة السياسية، ولا سيما عملية السلام في الشرق الاوسط. مثّل لبنان في هذا المؤتمر بتكليف من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، السفير لدى بلجيكا، المندوب لدى الاتحاد الاوروبي رامي مرتضى الذي كان له مداخلة جدّد فيها التذكير بالمبادىء التي رافقت المسار منذ إطلاقه، وأهمها العمل من اجل السلام العادل والشامل في المنطقة وفق مبادىء مؤتمر مدريد للسلام، وبالتالي فإن الانهيار الكبير الذي تشهده عملية السلام في الشرق الاوسط، لا بدّ أن يلقي بظلاله على مسار برشلونة، لان ما تعانيه المنطقة في شكل اساسي هو ازمات سياسية مزمنة يجب ان تجد حلولا سياسية بالدرجة الاولى. وقد اعتبر لبنان أن إختصار المعالجات في المنطقة على الجانب التقني سوف يبقى قاصرا ويشكّل إهدارا للموارد والجهود، ما لم يقترن بمعالجة سياسية جذرية لازمات المنطقة وفي طليعتها الصراع العربي – الاسرائيلي الذي سبق لمسار برشلونة ان حدّد مرتكزاته وفق قرارات مجلس الامن ذات الصلة ومبادئ مؤتمر مدريد. والواقع أن ما يصحّ في عملية السلام، ينسحب على سائر أزمات المنطقة، حيث لا يمكن ان تعالج أزمتا الارهاب والهجرة واللجوء ما لم يقترن ذلك بحلول سياسية للازمة السورية وللوضع في العراق، وصولا الى اليمن، وفق أسس متوافق عليها وتضمن استقرار المنطقة.

وأشارت مصادر ديبلوماسية اوروبية لـ” النهار” أن موغاريني هي التي ارادت ان تستنهض روحية جديدة في العمل عبر اتحاد وزراء خارجية الاتحاد من اجل المتوسط، من اجل اجتثاث الارهاب الذي ضرب دولا اوروبية وعربية متوسطية.