كل لبنان الحقيقي كل الشرفاء في لبنان قالوا كلمة واحدة في مجلس الوزراء اللبناني بالإجماع: نحن مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ومع إخواننا العرب.
الرئيس سعد الحريري ألقى خطاباً طالب فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن يكون مع اللبنانيين الذين يقدّرون عالياً مواقف المملكة منذ بداية الأحداث وإلى يومنا هذا… فالمملكة أوقفت الحرب في لبنان عام 1976 في «اتفاق الرياض» وقوات الردع العربية، ثم كانت «اتفاقية الطائف» عام 1989 التي أوقفت الحرب وأعادت لبنان الى وضعه الحالي وتم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وحل الميليشيات.
نعود الى الوثيقة التي وقعها الرئيس الحريري والمرسلة الى خادم الحرمين الشريفين وهي بعنوان «وثيقة الوفاء للسعودية» التي تركز على عروبة لبنان وقدم لها الرئيس الحريري بأننا سنرد أي إهانة توجّه للسعودية الى أصحابها وأننا مستمرون على درب النضال السلمي، ونقول للمملكة ولدول الخليج العربي إنّ الأصوات الشاذة لا تنطق باسم لبنان… وسنبقى أبناء الدولة ولن نسلمها لأحد، جازماً: لم نستسلم سابقاً ولن نستسلم الآن، خاتماً: لن نسمح بسقوط لبنان في الهاوية الايرانية.
بهذه المناسبة أريد أن أذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لبنان الى احتلال من قوة أكبر من القوات الشرعية. ونعود هنا الى «اتفاقية القاهرة» التي تمت عام 1969 حيث أقام الفلسطينيون دولة ضمن الدولة…
من قال في ذلك الزمن إننا سوف ننتهي من حكم «ابو عمار» رحمه الله؟ لا أحد كان يتصوّر أن ينتهي حكم «أبو عمار»… وللتذكير أيضاً شاعت نكتة انك إذا كنت تريد أن تنام عند زوجتك فأنت بحاجة لأخذ إذن من «ابو عمار» أو «فتح»… وجاء الغزو الاسرائيلي ( 5 حزيران عام 2891) وبعدما حاصرت القوات الاسرائيلية قوات أبو عمار 001 يوم في بيروت تم اتفاق خروج أبو عمار عبر مرفأ بيروت…
وهكذا انتهت حقبة الاحتلال الفلسطيني للبنان وخرجت المقاومة الفلسطينية من لبنان، ليحل محلها الاحتلال الاسرائيلي الذي دام منذ عام 1982 كما ذكرنا حتى استطاعت المقاومة الشريفة طرده وأعلن انسحابه الكامل في العام 2000… طبعاً تاركاً مسمار جحا أي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا لكي تبقى مبرّراً للمشاكل مع لبنان وسوريا ولا نريد الآن أن ندخل في هذا الموضوع.
أما مرحلة قوات الردع العربية التي أصبحت في ما بعد القوات السورية (أي منذ العام 1976) ومنذ ذلك الوقت والاخوة اللبنانيون المسيحيون كانوا يطالبون دائماً بانسحاب القوات السورية ولكن الظروف لم تساعد، حتى جاء حكم الرئيس بشار الاسد بعد وفاة المغفور له الرئيس حافظ الاسد الذي استطاع بذكائه الخارق (وكما كان يقول المغفور له الرئيس صائب سلام إنه «داهية») استطاع أن يحكم لبنان كما يريد ولكن غباء الرئيس بشار الاسد وعنترياته والتمديد للرئيس اميل لحود بالرغم من التهديد الاميركي والاشتراك في قتل الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري أدى الى القرار 1559 الذي يقول بخروج كل القوات الاجنبية من لبنان وهكذا خرجت القوات السورية من لبنان بعد 30 سنة.
أقول هذا الكلام لكي أبشر الجميع بأن المشكلة السورية ذاهبة الى الحل عاجلاً أم آجلاً لأن الأمور قد استوت وعندما تنتهي الأمور في سوريا لن يبقى لبنان رهينة سوريا أو أي قوة لأن كل شيء غير طبيعي لا يمكن أن يعيش.
المستقبل هو للدولة… المستقبل هو للبنان العربي وليس الفارسي أو أي مصطلح اخر.
والآتي قريب إن شاء الله.