IMLebanon

لبنان بلا رئيس  للشهر العاشر

مع دخول الشغور الرئاسي شهره العاشر لم يعد ثمّة شك ولو واحد بالمئة بأن هذا الاستحقاق خرج نهائياً من أيدي اللاعبين اللبنانية، وأصبح ملتصقاً باللعبة الدولية الجارية في المنطقة وعلى طول وعرض الخريطة الجغرافية للعالم العربي، وتحّول اللبنانيين إلى شهود أو أسرى ما يحصل في هذه المنطقة بمعزل عن الأضرار التي تلحق ببلدهم وبهم جراء استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية. ولا بد هنا من إعادة التذكير بما جاء في خطاب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاستشهاد والده وهو أن لا شيء يدل على أن هناك رغبة في إنهاء هذا الملف، وذلك للتدليل على أن لا حلول آنية لأزمة الاستحقاق الرئاسي لارتباطها العميق بالخارج وبالتطورات التي تشهدها المنطقة العربية من المحيط الى الخليج بما فيها المفاوضات الأميركية – الإيرانية لما لهذه المفاوضات من انعكاسات على أزمات المنطقة بما في ذلك أزمة الحكم في لبنان، وبات يتوجب على اللبنانيين أن يقفوا على محطة الانتظار الى أن تتبلور الخريطة الجديدة المرسومة لمنطقة الشرق الأوسط والتي لم يحن بعد وقت تظهير معالمها الأساسية على الخريطة الجغرافية للمنطقة رغم التكهنات الكثيرة التي باتت حديث المراقبين من إعادة رسم خرائط جديدة تحت عنوان إتفاق سايس بيكو الذي كان بمثابة نكبة كبيرة حلّت بالأمة والقومية العربية من خلال إقامة دولة إسرائيل في فلسطين وطرد شعبها الأصليين منها. أمّا ما يُحكى عن ارتباط أزمة الحكم في لبنان بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية والأوروبية والمتوقع أن تنتهي قريباً جداً إلى اتفاق مبدئي بين الفريقين، من شأن ذلك أن يفرج عن الاستحقاق الرئاسي في لبنان ويستعيد هذا البلد وجوده واستقراره فهو كلام إفتراضي قد يكون بعيداً جداً عن الواقع، بالرغم من الدور الذي تلعبه إيران لإبقاء لبنان ورقة تساوم بها تضاف الى أوراق أخرى مثل العراق و،سوريا واليمن وحتى البحرين أيضاً نظراً للدور الإيراني الفاعل والمؤثر فيها، وهؤلاء يستشهدون بالحركة الدبلوماسية الفرنسية في اتجاه إيران بوصفها لها تأثير مباشر ودور أساسي تلعبه في تسوية الأزمة اللبنانية ومنها الاستحقاق الرئاسي وانكفائها بعدما لمست بأن إيران ليست في هذه المرة في وارد الطلب من حلفائها في لبنان تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية يعمل على إعادة انتظام المؤسسات وإيقاف الدولة اللبنانية على رجليها بعدما شارفت على الانكفاء نتيجة عجز قادتها عن التوافق على حل الأزمة اللبنانية أو على الأقل تحصين بلدهم وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك الأمر بالنسبة الى الدول الغربية الأخرى التي أوقفت مساعيها مع الإبقاء على نصائحها للبنانيين بوجوب الاعتماد على أنفسهم وعدم الاعتماد على الخارج الذي تجاوز اهتماماته الجغرافية – السياسية اللبنانية.