يسعى اللبنانيون أن يتقدّموا بإدراجهم ضمن عجائب الدنيا السبع للتنافس على كلّ ما هو غريب وخارج عن المألوف. ويمكنهم أن يُدرجوا في سياق التنافس كلَّ ما عندهم من سياسيين وأنّى كانت المواقع التي شغَلوها، وسيعودون إليها في المستقبل.
فرئيس الحكومة تمّام سلام يقول إنّ الإرباك هو سيّد الموقف في مختلف القرارات، لكنّ أحداً لم يسأل نفسَه عن سبَب الإرباك الذي تحدّث عنه سلام، والذي يبقي الوضع على سُلّم التراجع والانحدار.
حُكماً، لا جواب يشفي غليل اللبنانيين، أو مَن يعتقدون أنّهم مواطنون يلتزمون القوانين ويؤدّون ما عليهم من ضرائب. لا بالعكس، فهؤلاء سيستمرّون في دفعِ ضرائب مضاعفة للسير والميكانيك والكهرباء والمياه، فضلاً عن الضريبة الأثقل والأشدّ وطأةً: دماء الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
هل للّبناني أن يسأل نفسَه: لماذا تتقطّع أوصال البلد مع كلّ انهمار للمطر؟ ومنذ «الشتوةِ الأولى»؟ ووزير الأشغال يقول إنّه سيحقّق في الأمر، ويقف أمام كاميرا تلفزيون المنار متعجّباً، شأنه شأن أيّ مواطن أصبحَت سيارته لا تصلح إلّا للكسر.ويتذمّر كأيّ مواطن لم يجد سيارةً تقلّه إلى منزله.
الوزير ذاته، طلبَ من الجيش السوري في زمنِ الوصاية إدخالَ منظومة صواريخه إلى الجنوب لمواجهة «الخطر الإسرائيلي»، مع العِلم أنّ الجيش عينَه فشلَ في مواجهة العدوّ الإسرائيلي في كلّ الموقعات التي حصلت، وأكثرها فجاجة سكوته عن تحليق الطيران الإسرائيلي فوقَ قصر الرئيس السوري.
كما يمكننا أن نطلب أن يُدرَجَ في التنافس حجمُ الاعتراض والتطاول على مناقبية وزير الصحّة وائل أبو فاعور، فلم يسبق لبلد أن شهدَ هذا الحجم والنوع من الوقاحة ضد اضطلاع وزير بمهامّه لحماية كلّ اللبنانيين. المتحاملون تذرّعوا بالسياحة وبصورة لبنان. أين هي صورة لبنان، وما هو عدد السيّاح الذين ارتادوه من سنوات ثلاث؟
علاقة السياحة في لبنان بالسيّاح مماثلة تماماً لعلاقة كوريا الشمالية بالديموقراطية والتنوّع والانفتاح على الآخر. تتردّى يوماً بعد يوم جرّاء انعدام الرقابة على الجودة والأسعار. حتى السياحة الداخلية في مستوياتها الدنيا جرّاء الفقر المتمادي والذي لا قاع مرئياً له.
وفي السياق عينه، عندنا الكهرباء والمياه. الأولى مثل الغيبيات الدينية: علينا أن نؤمنَ بها من دون أن نراها أو نجادلَ بحقّنا فيها. أمّا الثانية فتبدو وظيفتها مقصورة على التذكير بمعنى ومبنى الشعر العربي لجهة الوقوف على الأطلال. علينا دائماً التوجّه إلى مصبّات الأنهر والغناء لها.
الحكومة هي حكومة منعِ الانفجار من أجل الخارج: أيِّ خارج. ووزراؤها لا يجدون غيرَ تبرير العجز وتغطية السموات بالقبوات. والأدهى أنّ بعضَهم يحسبون أنفسَهم أنّهم يقدّمون خدمات للأمّة والوطن لن تُمحى لأنّها كنقشٍ فرعونيّ. بعد كلّ هذا ألَا يجدر بنا المسارعة للفوز بمركزٍ في عجائب الدنيا السبع؟؟