IMLebanon

لَبْنِنوها يا شباب!

بثقة تامة، وبانفتاح على مختلف التيارات والانتماءات، أعلن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه أنه مرشَّح لمنصب رئاسة الجمهورية “أكثر من أي وقت مضى”.

وخلال الحوار التلفزيوني الطويل والشامل تقريباً عبر برنامج “كلام الناس” قدَّم ما يمكن اعبتاره “برنامجه الرئاسي”، متطرِّقاً الى كل شاردة وواردة، ومن غير أن يتجاوز أو يتجاهل المواضيع والقضايا التي تُعتَبر حسّاسة. وبصراحة كاملة. قائلاً: ها أنذا.

بالطبع ستكون هناك تعليقات وتحليلات في هذا الخصوص، نظراً الى الموقع السياسي للنائب فرنجيه داخل 8 آذار، وتالياً باعتبار أن الجنرال ميشال عون هو بدوره مرشّح للمنصب الأول، وأحد الأركان البارزين ضمن 8 آذار، وعلى رأس تيّار حزبي وتكتّل نيابي لا يمكن تجاهلهما. إلا أن بيت القصيد ليس هنا. أو الأصح ليس محصوراً في هذه النقطة، أو هذه الزاوية، بقدر ما هو يأخذ الاستحقاق الرئاسي ومعه الفراغ الشامل الى احتمالات تتحدّث عن إمكان العودة الى زاوية الانتظار، وحل التأجيلات، ريثما يتم تظهير الخيط الأبيض من الخيط الأسود على البيدر العربي المدروز بالحروب.

وريثما يتبلور “الموقف الخارجي” بانعكاساته وتأثيراته على أفرقاء تحالف الثامن من آذار، و”التوجهات الداخلية” بالنسبة الى ركائز 14 آذار، والكتل النيابية والتكتلات السياسيّة الأخرى، والكلمة الأخيرة التي تنتظر الرئيس الحريري.

مع إفراد مكان لموقف المرشَّح الثالث في “الكتلة الرباعيَّة” الدكتور سمير جعجع، وما ستؤول اليه ساحة الترشيحات في الآتي من الأيام، وما يستجد من مواقف “مؤثِّرة” داخلياً وخارجياً.

ومَن يدري، فقد “تشترك” تطورات المنطقة العربيَّة، بشكل أو بآخر، في تحديد توجُّهات الاستحقاق الرئاسي. أو تغييرها. أو تبديلها. فكل الاحتمالات واردة من الآن الى أن يستعمل الرئيس نبيه بري مطرقته معلناً افتتاح جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

وهنا، في هذا الموقع، أو هذا المجال لا بدَّ من أن يحسب حساب للمستجدات والمتغيّرات التي قد يخضع لها الوضع في سوريا. ومن زاوية الموقف الإيراني ذي التأثير المباشر على الوضع اللبناني برمته. إنما دون تجاهل أو إهمال ما للمملكة العربيَّة السعوديَّة من دور مؤثِّر للغاية. حتى الروسيا العظمى لم يعد من الجائز إغفال مطرحها في المنطقة ودور القيصر بوتين وكلمته الأخيرة.

أما بالنسبة الى الموقف الأميركي، فالتجارب السابقة تقول لنا إنه ليس لواشنطن موقف محدَّد لفترات زمنيَّة طويلة. وخصوصاً إذا كانت المسألة بحجم استحقاق رئاسي في بلد صغير. فكل ساعة بساعتها. ولكل ساعة ملائكتها وقرارها.

هذه الرحلة في بحر الفراغ الرئاسي المزمن، إنما هدفها الأوَّل والأخير حثّ القيادات والمرجعيَّات على كسر “عادة” الاتكال على الخارج، والتغلُّب على عار انتظار قرار هذا الخارج.

لبننوها يا شباب. جرِّبوا، وليكن ما يكون.