IMLebanon

اللبننة والعقبات

 الرئيس نبيه برّي الذي لعب ولا يزال دوراً اساسياً في مد جسور الحوار بين تيّار المستقبل وحزب الله، رجح في موقف لافت كفة لبننة الاستحقاق الرئاسي الذي يثير هواجس اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين منهم، من دون أن يكشف عن المعلومات التي جعلته ميالاً إلى التفاؤل بعد أن كان يُركّز في لقاءاته النيابية الأسبوعية منذ الشغور في رئاسة الجمهورية والذي دخل في شهره العاشر على تأثير العامل الرئاسي المباشر وغير المباشر على استمرار هذه الأزمة، فهل بنى الرئيس بري تفاؤله هذا على استئناف الحوار الاميركي – الإيراني حول ملف إيران النووي وسط موجة من التفاؤل بقرب التوقيع على الاتفاق المبدئي بين الجانبين بما يريح أميركا من جهة وطهران من جهة ثانية، ويساعد الفريقين على التطلع نحو حلول لأزمات المنطقة ومنها الأزمة اللبنانية العالقة كما يقال على شماعة أزمات المنطقة وتحديداً على شماعة المفاوضات الأميركية – الإيرانية بحيث تحوّل لبنان إلى أحد أوراق التفاوض التي تستخدمها طهران كما تستخدم الورقتين العراقية والسورية ومؤخراً الورقة اليمنية.

عندما تحرّكت فرنسا في اتجاه طهران طلباً للمساعدة في حلحلة الأزمات التي تعصف بلبنان ومنها الأزمة المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي كانت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية متوقفة بسبب استمرار الخلافات بين الفريقين على عدة نقاط تتعلق باستخدام إيران للمفاعل النووي في حال استمر خلافها مع أميركا على حدود هذا الاستعمال وكانت بحاجة أكثر الى الإمساك بالورقة اللبنانية كأداة ضغط على الجانب الأميركي، لذلك جاء جوابها على المسعى الفرنسي برفض التدخل في الأزمة اللبنانية كونها شأناً لبنانياً مما يفهم منه انها لن تساعد على تسهيل الخروج من هذه الأزمة قبل ان تعرف مصير ملفها النووي، ومن ثم دورها في الإقليم كدولة إقليمية لها حصتها في النفوذ في هذا الإقليم فما كان من فرنسا إلا الانكفاء وإبلاغ كل من يعنيهم الامر ان ملف الاستحقاق الرئاسي مؤجل وبالأحرى لا يزال رهن المفاوضات المؤجلة بين الولايات المتحدة وإيران.

واليوم بعد أن استأنفت هذه المفاوضات والتي ما كان لتستأنف لو لم يتوصل الفريقان في مفاوضات سرية إلى تفاهم لما كان الملف عن استئناف المفاوضات هل معنى ذلك هو إطلاق مسيرة الحلو لكل الأزمات التي يشهدها الإقليم ومنها الأزمة اللبنانية، وأن الرئيس برّي يبني تفاؤله المتجدد على هذه المعلومات، أم أن تفاؤله مبني على التقارب الحاصل بين تيّار المستقبل وحزب الله والذي هو أمام امتحان صعب في الاجتماع السابع الذي سيعقده الجانبان في الأسبوع الأول من شهر نيسان المقبل.

من الصعب حتى الآن الإجابة بنعم أو لا على هذا السؤال بالرغم من الاعتراف بما يملكه الرئيس برّي من معلومات عن الحراك الدولي العام والإقليمي واللبناني بشكل خاص وهو ما حمله على البناء الإيجابي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وتزايد إمكانية البناء على لبننته.