IMLebanon

لبننة الاستحقاق قبل خسارة الموقع وتوطين اللاجئين

أن يعيّن رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الـ24 لانتخاب رئيس للجمهورية في الثالث من حزيران المقبل اي بعد مرور عام كامل و10 ايام على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان يعني انه يسلم بالفراغ الدستوري ويعرف سلفاً ان النصاب لن يكتمل، وان حرصه على الدعوة هو عمل تلقائي، دون الاخذ في الاعتبار موقف 51 نائبا حضروا أمس الى ساحة النجمة من اجل انتخاب رئيس للبلاد. لا أحد ينكر أن الكتلة النيابية التي يترأسها بري تحضر كاملة، لكن ذلك غير كاف.

سفير دولة اوروبية معتمد لدى لبنان كان يتمنى ان يجتمع رئيس المجلس بالنواب الذين حضروا ويتداولون تحركاً معيناً تجاه المقاطعين من النواب للجلسات الـ23 التي مضت، وقد تحولت الى دعوة يوجهها رئيس المجلس بمثابة مهزلة معروفة النتيجة سلفا. ويرى السفير أن مهمة رئيس المجلس ليست محصورة فقط بتوجيه الدعوات اليتيمة التي يمكن ان تصل الى أرقام خيالية، لان ذلك غير كاف وينتقص من كرامة المجلس كمؤسسة ومن النواب. وسأل أين مهمة النائب، ولا سيما ان ليس هناك من عائق امني يحول دون تحركه، وكل من يقاطع الافضل له ان يستقيل ولا ينتظر اوامر الخارج، ايا يكن، حليفا او خصما، ليضع ورقته في صندوق الاقتراع.

وأفاد مصدر ديبلوماسي مقيم في باريس “النهار” ان اجواء الوسط الرسمي في العاصمة الفرنسية لا تؤشر لاي بارقة امل لنجاح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مساعيه من اجل انتخاب رئيس للبلاد في اقرب وقت ممكن. وكان سيد الاليزيه قد باشر اتصالاته بعدد من الدول الفاعلة وتبين له ان بعضها لا يولي هذا الاستحقاق اي اهتمام ليتحرك عمليا من أجله، كالولايات المتحدة التي لا تعتبره أولوية، وما تركز عليه هو استقرار الوضع الامني وتقوية الجيش الذي يمكن في نظرها ان يحمي البلاد ويصونها، الى أن يصار الى انتخاب رئيس للبلاد. وكان هولاند قد وعد البطريرك الماروني بشارة الراعي لدى استقباله له في قصر الاليزيه في 28 نيسان الماضي، ولدى استقباله الرئيس سعد الحريري في الرياض في الخامس من الشهر الجاري على هامش زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية بالمساعدة على انتخاب رئيس للبلاد.

أما الجديد فهو ما أعلنه الحريري أمس عن تحرك ديبلوماسي روسي من أجل تأمين انتخاب رئيس للجمهورية من منطلق حرص موسكو على حماية المسيحيين في لبنان والمنطقة.

ولفت الى أن لا مؤشر ايجابيا لاتمام هذا الاستحقاق في وقت معين ولا حتى مرتبط بتوقيع الاتفاق الاطار المحدد مبدئيا في 30 حزيران المقبل للمحادثات النووية بين الـ 5+1 من جهة وايران من جهة اخرى.

وشدد على لبننة الاستحقاق أي على ضرورة الاتكال على النفس لانهاء الحالة التنافسية بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، والافساح في المجال امام مرشح تسوية ينهي هذه الحالة المرضية التي اقفلت ابواب القصر الجمهوري منذ سنة الا 11 يوما، وعكست تداعيات سلبية في التشريع والاقتصاد والسياحة. ودعا الى التنبه لمؤامرة تحاك للبنان على نار هادئة لابقاء البلاد من دون رئيس للجمهورية، وتوطين مليون ونصف مليون لاجىء سوري وانصراف القوى الامنية والعسكرية الى محاربة التنظيمات.