IMLebanon

لبنان لـ«جنرالات» التحالف الدولي: أعطونا السلاح

عن التدخّل البري في سوريا.. برغم كلفته!

لبنان لـ«جنرالات» التحالف الدولي: أعطونا السلاح

«داعش» هو العدو الأول، والحرب عليه ستستمر حتى إنهائه ووقف تهديده لدول المنطقة.

بهذه الخلاصة انتهى اجتماع قادة جيوش دول التحالف الدولي في الكويت مؤخراً، بعدما قيّم «إيجاباً» النجاحات التي «حققتها» الحرب الجوية على هذا التنظيم، في العراق وفي بعض المناطق السورية في الآونة الأخيرة «وأدت الى تقلص مساحة سيطرة داعش وإضعاف قدراته». ولكن برغم تلك «النجاحات» لا زمن محدداً للحرب على «داعش»، بل هي «حرب مفتوحة حتى تحقيق أهدافها بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي وسائر المجموعات الإرهابية»، بحسب ما نُقل عن جنرال أميركي كبير.

لبنان، كان حاضراً في اجتماع الجنرالات، كواحدة من الدول المهدّدة من الإرهاب، وشريكاً فاعلاً في الحرب عليه. الجنرالات قيموا إيجاباً الدور الذي يقوم لبنان، عبر جيشه وأجهزته الأمنية، وتمكنه، برغم الشح في القدرات والإمكانيات، من درء الخطر الإرهابي الذي لم تتوقف محاولاته للتسلل الى هذا البلد وتخريبه.

في معرض التقييم، تلقى لبنان إشادة متجددة من «الجنرالات»، بجيشه وأدائه ودوره في ترسيخ الأمن الداخلي في لبنان وضبط الحدود اللبنانية السورية ومنع المجموعات الإرهابية من التسلل الى الداخل اللبناني. ومع ذلك طُلب منه المزيد من الجهود والسهر.

الإشادة ترفع المعنويات، لكن الأقوال، كما ورد في التعقيب اللبناني، يُفترض ان تقترن بالأفعال. «نحن ماضون في حربنا على الإرهاب. نعرف أرضنا، طبيعتها، تضاريسها، نعرف كيف نضبط حدودنا وداخلنا، لا نطلب من العالم أن يرسل جنوده إلينا وينزلهم عندنا ليساعدنا… فقط أعطونا السلاح اللازم، واتركوا الباقي علينا».

لم يؤتَ في الاجتماعات العلنية للجنرالات، على ذكر إلغاء الهبة السعودية للجيش اللبناني، لكنها حضرت في اللقاءات الجانبية. الجيش اللبناني كان ينتظر ترجمة تلك الهبة، خاصة أن الإلغاء لم يشمل فقط وقف السلاح بل برامج التدريب.

لم يعبّر أي من الجنرالات، عن تفهّم للخطوة السعودية بإلغاء الهبة، بل كانت محل انتقاد شديد، وتحديداً من قبل «الجنرال الأميركي»، الذي اعتبر أن إلغاء الهبة لا يخدم لبنان في حربه على الإرهاب. لكن الأميركي طمأن أن المخازن الأميركية مفتوحة أمام الجيش اللبناني، وجاهزة لمساعدته، بل لمضاعفة هذه المساعدة. وهذا ما لمسه قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة.

في الجانب الآخر لاجتماعات الجنرالات، كانت سوريا محور النقاش، وتناول بعض العرب التدخل الروسي الذي جعل الكفة العسكرية تميل لمصلحة النظام، وبرزت محاولات تركية وخليجية لفرض مهام إضافية جديدة أمام التحالف الدولي ضد الإرهاب، وتحديداً في سوريا، سواء ما خص المنطقة العازلة او التدخل البري الذي تريده السعودية وتركيا، وكذلك ما خصّ توسيع دائرة أهداف التحالف، بحيث تشمل «داعش»، ومعه «منظمات إرهابية»، بحسب التوصيف السعودي والخليجي. ومعلوم أن «حزب الله» واحد من تلك المنظمات المصنفة. واللافت للانتباه أن الجنرال الأميركي أفشل تلك المحاولات، وأصرّ على بند وحيد لجدول الأعمال: «داعش هو العدو.. وضرورة مواجهة هذا الخطر وإنهاؤه».

في اللقاءات الجانبية، ظل «الجنرال العربي» المتحمّس للتدخل البري في سوريا، مصراً على محاولاته: «السعودية ستستمر في سعيها لتحقيق هدف التدخل البري في سوريا، ومهما حصل ومهما قيل، سيحصل هذا التدخل عاجلاً أو آجلاً».

كان لهذا الكلام تعقيب من قبل أحد الجنرالات بملاحظات سبق وتلقاها من «ضابط خليجي»:

ـ الظروف الحالية في سوريا لا تسمح بتدخل عسكري، ولا إمكانية أبداً لقيام منطقة عازلة لا في شمال سوريا ولا في أية منطقة أخرى. ففي كلا الأمرين تهوّر وخطوات في المجهول.

ـ أي عملية برية تتطلّب قوات مؤهلة للقيام بها. فمن أين سيتم تأمين تلك القوات ومَن سيموّلها؟

ـ المشهد السوري المعقد والمتداخل، يستحيل معه القيام بأي تدخل بري. وإن تمّ التدخل فسيستحيل تأمين خطوط إمداد وتموين للقوة البرية التي ستتدخّل، ما يجعلها غير قادرة على القيام بمهمتها كما يجب، وهذا معناه وقوع خسائر جسيمة في صفوفها.

ـ عملية من هذا النوع، لا تستطيع دولة وحدها القيام بها، بل المطروح أن تتشكّل من دول عدة، وهذا معناه تفاوت مستويات التدريب والتسليح والقوة التابعة لكل دولة. وهذا يتطلب وقتاً للتحضير والتدريب.

ـ يجب ألا نغفل العنصر الروسي، فالتدخل البري أو إقامة المنطقة العازلة سيتسبب باستفزازه، علماً أن الرهان مع روسيا حالياً هو رعاية وقف إطلاق النار في سوريا، وليس هناك من هو مستعدّ لخوض حرب معها.

يقال إن «الجنرال العربي المتحمّس» سمع هذه الملاحظات.. لكنه عاد وقال «لا بد من التدخل البري في سوريا؟».