في قمة البحر الميت وعي لواقع الحال.
هي لاستدراك المخاطر.
كانت كلمة العماد، تكريسا لشريعة الناس.
لارادتهم بالوفاق.
وان كانت الأصعب، في وطن يبحث عن مخرج.
والانتصار على مأزق المعاناة.
والأزمات عربية لا لبنانية.
ذهب القادة العرب، الى شواطئ البحر الميت، وفي أذهان الجميع هم واحد!
الانتصار على أزمات تعصف بهم، ولا تبارح أذهانهم، أو تغادر أوطانهم والعواصم.
وكما نجا الرئيس العماد ميشال عون، من عثرات الطريق الى القمة أو من العودة منها، يأمل اللبنانيون، نجاة الملوك والأمراء من عثرات الطريق الى الحوار والتوافق.
في العام ١٩٧٤، كان زعماء لبنان في طريقهم الى نيويورك للمشاركة في دورة فلسطين، لكن ياسر عرفات عثرت به الحركات الصهيونية فوقع أرضا.
لكن مروان حمادة، وكان يومئذ صحافيا سارع الى تلقفه بعنايته ولسان حاله ان الوقعة لن تكون مبررا للهزيمة.
إلاّ أن مروان حمادة أصبح الآن وزيرا، وحكومته ناشدت الزعماء العرب، استمرار الحوار للانتصار على الهزال.
والعماد ميشال عون دعا المؤتمرين في الأردن الى الحوار، لأنه آتٍ من بلد ذاق مرارة الخلاف، ويحظى الآن بنعمة الحوار.
ليس غريبا أن يذهب الجنرال سابقا الى القمة داعية الى الحوار.
لكن الغريب ان يسبقه الى قمة البحر الميت نداء الى الحوار، وقد تجاوزه رئيس الجمهورية بالتوافق مع رئيس مجلس الوزراء، ب نعمة الحوار والتوافق.
***
ومن الطبيعي أن يقود الرئيسان عون وسعد الحريري، الدعوة الى وفاق الحوار.
ولكن من غير الطبيعي أن يبادر خمسة رؤساء للجمهورية والحكومة العرب، الى حوار المصالحة بين اللبنانيين. وكل منهم تجتاحه معاناة الحوار الغائب بين بعضهم بعضا أحيانا. وبين الملوك والرؤساء دائما.
صحيح ان المصالحة بين مصر والسعودية أثلجت صدور الجميع.
إلاّ أن الصحيح أيضا، كان أن يخجل الزعماء اللبنانيون الخمسة، من الدعوة الى مصالحة تحققت.
واللبنانيون باتوا مؤمنين بأن المصالحة بين الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري، هي الارادة الواحدة في بلد مزّقته الخلافات.
والمصالحة لا تعني مطلقا غياب الآراء المختلفة، وان كان الخلاف طريقا لا بد منه، لتكريس الوفاق.
وهذا هو الواقع، الذي قاد الزعماء اللبنانيين الى وثيقة الوفاق الوطني في مدينة الطائف السعودية.
***
عندما طلب الملوك والرؤساء العرب، من الرئيس سليمان فرنجيه أن يذهب باسمهم جميعا الى نيويورك، حرص على أن يصطحب معه معظم الرؤساء، لأن المتوجه الى دورة فلسطين ينبغي له أن يوحّد زعماء بلده في حمل قضية عادلة.
ذهب فرنجيه بعد خلاف مع رفيق العمر صائب سلام، وعاد مع كميل شمعون وصبري حماده وعبدالله اليافي والآخرين، بوحدة لبنانية، وإن شابتها بعض الغيوم.
ومن بقي بالأمس خارج القطار، يكون كما قال سعد الحريري، قد أبقى نفسه خارج قطار التفاهم!!