Site icon IMLebanon

المرحلة الأخطر

 

 

«إنها المرحلة الأكثر خطراً ودقة في تاريخ لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم». بهذه الكلمات المعدودة والواضحة والمباشرة يصف مرجع غير زمني «اللحظة المفصلية» التي يجتازها اللبنانيون ووطنهم في هذه الأيام الصعبة للغاية.

 

ويذهب بعيداً ليقول إنها أشدّ صعوبة، بكثير، من مرحلة حرب السنتين التي دارت رحاها على هذا الوطن التي تناسلت حروباً فاستمرت خمس عشرة سنة بالنار والحديد، لتمتد تداعياتها إلى يومنا هذا بأشكالٍ مختلفة. ويشرح المرجع غير الزمني وجهة نظره بالآتي:

 

أولًا- لبنان، اليوم، مكشوف من دون أي غطاء «فعلي» عربي وإقليمي ودولي. سابقاً كان لديه حد أدنى من الصداقات والعلاقات وأبواب الاتصالات المفتوحة. أما اليوم فالأفق مسدود، والمؤلم أن ما يوجد اليوم من تواصل مع الخارج هو على «نطاق شخصي»، أي بين أفراد وقيادات وأحزاب مع الخارج العربي والإقليمي والدولي لا يقوم على الندية بل على قاعدة «التابع والمتبوع» وهذا نتيجته واضحة يحقق مصالح الخارج و«فوائد  مخجلة» للتابعين في الداخل، أياً كانوا. وليس من أحد ينكر هذه الحقيقة الواضحة لكل من يبصر ويتبصّر… وبالتالي فليس للبنان «الوطن الجامع» أي مصلحة. أصلًا النتائج ظاهرة للعيان في أوضاع البلاد وحال العباد.

 

ثانياً- في السابق كان في لبنان رجال دولة في أطيافه كلها… أما اليوم فمعظمهم «جلابيط» (ويذكر في هذه النقطة الأسماء والوقائع والتصرفات والثروات الخرافية التي حققها بعضهم وزوجاتهم وأبناؤهم وبناتهم والمرافقون والأتباع) ومع ذلك فهم يحاضرون في العفة.

 

ثالثاً- حتى في «عزّ الأزمات» والحروب لم يكن وارداً العمل من أجل التقسيم كما هو اليوم… مع فارق أنه، في هذه الأيام، ليس مقتَصَراً على طرف واحد (…)، وما تتولاه نُخَبٌ «من مختلف الأطياف»، في اجتماعات لا تتوقف، هو دليل قاطع عمّا يجري في هذا النطاق (…).

 

رابعاً- إن الانهيار «المتعَمَّد من قِبَل الداخل والخارج» يُخيفني جداً، لأنه يشي بأن القوم في «الجماعة السياسية» كما يسميها غبطة البطريرك الماروني، يتصرّفون على أساس أن البلد يتلاشى، وسبق للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولمسؤولين كبار في إدارته أن حذروا منه.

 

خامساً- إن الولايات المتحدة الأميركية، وبتواطؤ أوروبي غربي، و«بانصياع» أممي قد اتخذت  قرارها «النهائي الحاسم»: لا عودة للاجئين الفلسطينيين، في لبنان، إلى فلسطين المحتلة، أو مغادرة لبنان إلى أي مكان آخر، والأخطر هو قرار «دمج» النازحين السوريين في لبنان، وهذا يتحمل مسؤوليته التاريخية والوجدانية السياسيون اللبنانيون الذين ركبوا موجة المزايدات منذ أن تدفق النازحون على هذا الوطن (…).

 

وختم مردداً كلام السيد المسيح: إن نفسي حزينة حتى الموت.